lundi 13 août 2007

اعلان -أوتو- للتكل للمطالبة بالحكم الداتي لمنطقة الجنوب الشرقي /أيت عطا وأيت يافلمان/

أوتو - Awttu
في اطار الجهوية السياسيةالتي بدأ المغرب يستعدلها كسياسة بديلة لتحقيق ديمقراطية تعترف بكل مكوناتها الثقافية والحضارية وفي اطار نهج سياسة الحكم الداتي وكدلك التطور الجوهري الذي تعرفه الحركات الاجتماعيةالوطنية والمحلية بما فيها الحركةالأمازيغية ببلادنا بتركيز اهتماماتها على جيل جديد من المطالب تهم ملكية الأرض، المـاء، الاستفادة من الثروات التي تزخر بها بعض المناطق التي يتكلم أهلها باللسان الأمازيغي، توفير البنـيات التحتية، التخلي عن فكرة المغربين النافع وغير النافع ،...، وهي مطالب تنموية لا يمكن أن تتحقق إلا في إطار السياسة المحلية والمنبتقة من السكان المحليين.
وعلى غرار جميع الجهات التي بدأت تتحرك من أجل التكتل للمطالبة بالحكم الداتي كما هو الحال في المناطق الصحراوية ...بما فيها منطقة الشمال وأخيرا جهة سوس ، فاننا بدورنا نرفع هدا الاعلان /أوتو/ الى جميع الفعاليات الثقافية والسياسية بمنطقة الجنوب الشرقي أي مناطق تواجد أيت عطا وأيت يافلمان كقبائل أمازيغية متقاربة جغرافيا وثقافيا ولغويا ...من أجل :
أولا : دراسة فكرة وامكانية الحكم الداتي بشكل موسع.
ثانيا: التكتل من أجل فتح نقاش موسع حول هدا الموضوع مع ضرورة استحضار بعض التجارب الدولية الناجحة في هدا المجال، وفي أفق وضع خطة عمل وتحديد اطار قانوني يدافع على هدا المشروع.
ثالثا : الاسراع باحداث حركة للمطالبة بالحكم الداتي للجنوب الشرقي
رابعا : ضرورة اشراك الجميع في دراسة الموضوع .
وختاما اننا نقترح هدا الموضوع للنقاش ودلك من أجل أن لا ننتظر حتى يقع لنا مثل ما يقع في جميع المبادرات فمنطقة الجنوب الشرقي دائما لا تحضى باهتمام كبير ونخاف كدلك لمستقبل الأمازيغية المتداولة في المنطقة .فكل ما يؤرخ للامازيغية الآن وبشكل رسمي لا يتم فيه استحضار ثقافة هده المنطقة : السينيما ، وسائل الاعلام ، في الاشهار، في التلفاز ، في الاداعة...
من النقوب : الأستاد امحمد عليلوش.

mardi 7 août 2007

De l'AMREC à L'IRCAM

الــــحــــركــــة الـــثــقــافـيــة الأمـازيـغـيــة
= واقــــــع وافـــــــاق =
من" لامريك " إلى "ايركام " [1]

الأستاذ : امحمد عليلوش(النقوب) .

المــــحــــــــــــاور:
· تقديـــــم .
· تعريف موجز للحركة الثقافية الأمازيغية .
· العمل الثقافي الأمازيغي : النشأة والتطور .
· أهم المحطات التاريخية للحركة الثقافية الأمازيغية .
· مكونات الحقل الجمعوي الأمازيغي .
· ابعاد الحركة الثقافية الأمازيغية.
· خــــاتــــمــــة.
الهوامـــــــــــــــش:
· .العمل الجمعوي الأمازيغي . ذ احمد الدغرني .
· تأملات في أصول الخطاب التربوي بالمغرب المعاصر. ذ جامع الجغايمي .
· مقال تحت عنوان :" وقفة تأملية لأهم الأحداث التي عرفتها الأمازيغية في القرن العشرين " . بجريدة اكراو امازيغ العدد 72 –16 مارس 2001 . امحمد عليلوش .
· المؤتمر العالمي للأمازيغيين أراء ووثائق . احمد الدغرني .
· مقال تحت عنوان : " الحركة الثقافية الأمازيغية بالمغرب (مقاربة اولية) . مجلة الفرقان العدد 38 – 1997/1417ه . مصطفى الخلفي .
· مقال تحت عنوان : " الأمازيغية بين مطرقة عولمة العروبة وسندان الأمركة " جريدة اكراو امازيغ العدد 52/34 – 28 مارس 2000 . امحمد عليلوش .
· مقال تحت عنوان : "الأمازيغية في معترك الديمقراطية " ,جريدة تامونت العدد11 يونيو 1997/2947.
* الحق في المحاكمة العادلة .ذ حسن اد بلقاسم.
*مقال تحت عنوان "الامازيغية بدأت تغني نشيد الانتصار " جريدة العالم الامازيغي العدد 10 / 16 نونبر 2001 . امحمد عليلوش .
1) تقديم :
لقد اكتسى الحديث عن الحركة الثقافية الأمازيغية في السنوات الأخيرة أهمية قصوا نظرا للجدل القائم حول حقيقتها ومطالبها وكذلك نظرا للتطور الذي عرفته هذه الحركة سواء داخل المغرب او في باقي دول تمازغا اوفي العالم برمته... وتعد القضية الأمازيغية من أهم قضايا المجتمع المغربي المعاصر ,وهذه الأهمية ناتجة أساسا عن كونها تتعلق بمصيره السياسي والثقافي والفكري , أي ذاته وهويته ,وإذا كانت هذه القضية حتى الآن يتفاوت الوعي بها من شخص إلى أخر , ومن فئة إلى أخرى , لأن ذلك مرده في الأساس إلى التفاوت الثقافي في الوعي بالذات الامازيغية للمغاربة عند عامة المواطنين نتيجة تفشي الأمية من جهة , والتوجه الاديولوجي اللاوطني لتعليمنا ولثقافتنا الرسميين من جهة أخرى , كما يرجع إلى الاستلاب الفكري الذي ذهب ضحيته مجتمعنا وذلك على اثر الغزو الفكري المشرقي لبلادنا منذ بداية الاستقلال إلى الآن , هذا في غياب ثقافة وطنية ديمقراطية وشمولية حتى أصبح كل ما هو مغربي ثقافيا وفكريا أو حضاريا يصنف قهرا ضمن الثرات والحضارة العربية , بما فيه التراث الامازيغي المكون الرئيسي لهوتنا وذاتنا المغربية ؛ وان تعذر ذلك تمت نسبته إلى غيره من الثرات العالمي تجنبا للتصريح بنسبه الحقيقي .
إن التمادي في طمس الحضارة والفكر الأمازيغيين قد ولد تيارا فكريا وطنيا مقاوما لكل تبعية فكرية مشرقية كانت أو غربية , تيارا ضد هذا الطمس والتهميش والتحريف للهوية الوطنية , ضد التزوير والانحراف الذي يطال التاريخ والأمجاد الحضارية والتاريخية للإنسان المغربي ؛ تلك التي بناها ببطولاته على أرضه ( ارض شمال افريقيا- بلاد تمازغا ) هذا التيار الذي جاء ضد سياسة التعريب التي نهجتها الاديولوجية القومية العربية بعد 1956م .والذي يعمل على رد الاعتبار إلى الإنسان المغربي ذي الهوية الامازيغية أرضا وإنسانا وحضارة مثله في ذلك مثل كل شعوب الأرض التي تتميز بحضارتها وبلغاتها وبتجريبها وبفكرها الذي يعكس ذاتها وطموحاتها .وفي خضم هذا التوجه الفكري نحو ما هو وطني بعد التغريب وليس التعريب تشكلت النواة الأولى للحركة الثقافية الأمازيغية في إطار عمل جمعوي واع بخطورة هذا الاستلاب الفكري الذي ينخر الذات المغربية من الداخل ويمسح هويتها . فما هي إذن الحركة الثقافية الأمازيغية ؟ وكيف نشأت ؟ وما هي ابرز محطاتها النضالية والتاريخية ثم أبعادها المستقبلية ؟

2) تعريف موجز للحركة الثقافة الأمازيغية :
يقصد بالحركة الثقافية الأمازيغية ذلك العمل المنظم المستمر في إنتاج خطاب ثقافي حول الأمازيغية بشكل عام , والذي هو وليد تجربة المجتمع المغاربي بصفة عامة والمغربي بصفة خاصة ومقاومته الطبيعية للاستلاب والتبعية الفكرية للقومية المشرقية ومن اجل رد الأعتبار لما هو وطني , ولهذا يمكن اعتبار الحركة الثقافية الامازيغية بمثابة صحوة ضمير الشعوب المغاربية وبداية وعيها بذاتها (أي التصالح مع الذات) , رغم كل ما صرف من جهد ومال لطمس الهوية الحقيقية وملامح الذات الامازيغية والتي ينطق بها كل شبر من ارض تمازغا . ولعل ابرز ما يجسد هذا العمل المنظم هو تأسيس الجمعيات الثقافية الأمازيغية والتي عرفت وثيرة تزايدها ارتفاعا مستمرا إلى حد الآن .

3) العمل الثقافي الأمازيغي بالمغرب : النشأة والتطور .
لقد شهد الحقل الثقافي المغربي تطور وتنامي الحركة الثقافية الأمازيغية بصيغها المختلفة والمتعددة التي بفضلها استطاعت أن تؤكد وتفرض وجودها في قلب الحركية الاجتماعية كما ساهمت في تأطير المجتمع المدني من موقعها الثقافي ...وفي مدة وجيزة استطاع العمل الثقافي الأمازيغي من تحقيق قفزة نوعية مكنته من تحقيق مكتسبات لابأس بها مقارنة مع باقي التوجهات الأخرى , وهذا يرجع بالأساس إلى مشروعية مطالب الحركة الثقافية الأمازيغية زيادة الى استماتة المناضلين والجمعيات التي يتزايد عددها يوما بعد يوم ؛ ويمكن القول بان العمل الثقافي الأمازيغي قد مر بعدة مراحل يمكن تلخيصها في أربعة أساسية وهي :
** المرحلة الأولى : اتسمت هذه المرحلة بسيادة التحرك الفردي والسعي نحو التحسيس بالثقافة الامازيغية عبر مجموعة من الفعاليات , وتوجت بإنشاء بعض الجمعيات خلال الستينات والسبعينات , فقد قامت عدة فعاليات بمجهودات شخصية منذ السنوات الأولى للاستقلال سواء فيما يتعلق بكتابة بعض المقالات او جمع بعض الأشعار من الثراث الأمازيغي والقصص والأمثال ... ثم تطور ذلك إلى عمل منظم وذلك بعد سنة 1967م السنة التي ظهرت فيها أول جمعية ثقافية امازيغية وهي الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي (AMRIC ) والتي سطرت كهدف لها الاهتمام باللغة والثقافة والحضارة والهوية الامازيغية . دون أن ننسى انه خلال هذه المرحلة عرفت بروز القضية الامازيغية كذلك داخل الفضاء الطلابي حيث أن الذين بادروا إلى تأسيس الجمعيات انبتقوا من الحركة الطلابية إلا أن الظرفية السياسية المتوثرة في مرحلة السبعينات ولضعف كذلك الامكانات المادية لم تتمكن هذه الجمعيات من الاستمرارية الفعالة ....
** المرحلة الثانية : تمتد ما بين أواخر السبعينات إلى حدود نهاية الثمانينات حيث ظهرت خلالها جمعيات ثقافية أخرى كجمعية تماينوت "الجمعية الجديدة للثقافة والفنون الشعبية " بالرباط 1978 ثم جمعية الانطلاقة بالناظور وجمعية الجامعة الصيفية باكادير ... واستمر ميلاد الجمعيات وفروعها في عدة مناطق وأصبح آنذاك هم بناء الذات وبلورة خطاب ثقافي امازيغي هو شغل الجميع . وتأثرت هذه المرحلة في المغرب بإحداث الربيع الأمازيغي الذي وقع بالجزائر سنة 1980 كما سنرى في محور الاحدات التاريخية للفضية الامازيغية , ويمكن اعتبار هذه المرحلة مرحلة للبناء والتأسيس الفعلي والحقيقي للحركة الثقافية الأمازيغية رغم أنها عرفت مضايقات وعوائق مادية وتعتيم إعلامي ...ولعل اعتقال الأستاذ علي صدقي ازايكو ومنع إصدار مجلة امازيغ لدليل على هذه المضايقات الممارسة من لدن المخزن والأحزاب المشرقية .
**المرحلة الثالثة : لقد عكس الانفراج الديمقراطي النسبي الذي عرفه العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وسقوط جدار برلين على جميع الدول وبالتالي على سياستها الداخلية وهذا ما أدى إلى انتعاشة جديدة لكافة الحركات النضالية بما في ذلك الحركة الثقافية الامازيغية التي عرفت توقيع ميثاق أكادير سنة 1991 من طرف ست جمعيات امازيغية والذي يعتبر كإطار مرجعي نظري يوضح تصور المهتمين باللغة والثقافة الامازيغيين ببلادنا , انطلاقا من المنطلقات التاريخية والفكرية والحضارية للمجتمع المغربي وانتهاء بمطالب مستعجلة (انظر ميثاق اكادير ) ركزت على ضرورة تحقيق للوحدة الوطنية تقر بكل مكوناتها الثقافية وذلك في إطار شعار أساسي هو "الوحدة في التنوع".وهكذا استمرت الحركة الامازيغية تطور من أساليب عملها معتمدة على أرضية الميثاق إلى أن تم تشكيل مجلس وطني للتنسيق شهر ابريل سنة 1994 بين مختلف الجمعيات الامازيغية وصياغة بروتوكول وضوابط التنسيق وإصدار جريدة باسم المجلس تحت اسم "امزداي".كما عرفت هذه المرحلة انفتاح الامازيغية على المستوى الدولي وخاصة بعد سنة 1993 حيث عقد مهرجان للأغنية الامازيغية بكل من اكادير ثم بفرنسا , وبعدها عن طريق تأسيس المؤتمر العالمي الامازيغي سنة 1995 بفرنسا وانتخاب السيد مبروك فركال كأول رئيس لهذه المنظمة الدولية التي تدافع عن الامازيغ في العالم اجمع ....
**المرحلة الرابعة : إن تراكم الإنجازات التي حققتها الحركة الثقافية الامازيغية بالمغرب وتزايد حدتها جعلها تؤسس قاعدة شعبية كبيرة جدا , هذا ما جعل المؤسسة الملكية تدعو إلى ضرورة الاعتراف بالامازيغية والدعوة إلى إدماجها في الإعلام والتعليم (نشرة اللهجات ) كما جاء في الخطاب الملكي للمغفور الملك الحسن الثاني ل 20 غشت 1994 ثم اعتراف حكومة التناوب بتعدد الهوية المغربية مشيرة إلى البعد الامازيغي من خلال برنامجها الحكومي(1998) وضرورة إنعاشها ثم صدور الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي جعل من الامازيغية خادمة للعربية (المادة 116), لقد أصبحت الامازيغية في هذه المرحلة موضع تساءل لدى الرأي العام الوطني والدولي وبدأ الجميع يهتم بها وخاصة بعد الخطاب الملكي ل30 يوليوز 2001 الذي أعلن فيه جلالة الملك محمد السادس عن إنشاء معهد ملكي للثقافة الامازيغية ثم بعد ذلك جاء خطاب أجدير يوم 17 اكتوبر2001 حيث تم الإعلان عن الظهير المحدث للمعهد , ليعين محمد شفيق كأول عميد للمعهد , فجات بعد ذلك معركة الحرف الذي ستكتب به الامازيغية ليحسم المعهد في الأخير في اختيار تيفناغ "ايركام".ثم بادرت وزارة التربية الوطنية قي شتنبر 2003 لتدريس الامازيغية في 317 مدرسة بالمغرب , ليصبح الحديث عن الامازيغية يتداول في أوساط الأسر المغربية إلى أن أصبح أعداء الامازيغية بالأمس أصدقاءها اليوم .لكن السؤال المطروح الآن هل هذا يكفي ؟ بطبيعة الحال فالطريق مازال طويل فماذا عن الامازيغية في الدستور؟ ثم في الإعلام ؟ وفي المحاكم وكل الإدارات ؟ ....
ونشير إلى التنامي المتزايد للحركة الثقافية الامازيغية بالجامعة وتصاعد وتيرة أنشطتها وارتفاع قاعدتها الطلابية وتميزها عن باقي الفاعلين في الحقل النضالي الطلابي.

4)أهم المحطات التاريخية للحركة الثقافية الأمازيغية:
تجدر الإشارة في بداية الأمر إلى أن الحركة الثقافية الامازيغية لم تعرف نشاطا كبيرا وموسعا إلا في العقدين الأخيرين من القرن العشرين أي ما بعد 1980 حيث تعتبر هذه الفترة وما تحمله من أحداث كمرحلة انتقالية ومحتومة لاجدال فيها وتتجلى حتمية الحالة الانتقالية بالخصوص في كثرة الاحدات التي وقعت في العقدين(1980الى 2002)...
اما في ما يخص الأحداث الأساسية التي عرفتها الامازيغية فهي حسب التسلسل الزمني على الشكل التالي (ابرز الاحدات وليس كل الأحداث) :
- 1929م : ترتبط هذه السنة بمدرسة أنشأت بازرو وهي مدرسة شيدت من لدن السلطات الفرنسية تعمل فيها بتدريس الامازيغية والفرنسية .
- 16ماي 1930م :صدور ظهير استعماري والذي يقضي بإحداث محاكم عرفية امازيغية , هذا الظهير الذي سماه أعداء الامازيغية "بالظهير البربري" ولا ادري لماذا يسمونه كذلك؟ ويعتبر كأول حدث يبرز وجود الآخر وبالتالي هناك فرق بين الامازيغي والعربي في اللغة وما الشعار الذي ردده المغاربة في المساجد "شعار اللطيف" لدليل على انه هناك إنسان امازيغي يجب التفكير فيه ويجب أن لا نفرق بينه وبين العربي في الحقوق والوجبات لكونه أخا له في كل شيء , كما يعتبر هذا الحدث في الآونة الأخيرة محطة نقاش بين المناضلين الامازيغيين وأعدائهم.إلا أن الأحداث التي وقعت في 16 ماي 2002 بمدينة الدار البيضاء قد تغير مجرى الامور .
- 1967م فإذا كان تأسيس الجمعيات هو ابرز ما يجسد ظهور الحركة الثقافية الامازيغية فان سنة 1967 قد شهدت التأسيس الفعلي لأول جمعية تعمل في الحفل الثقافي الامازيغي وهي الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي .
- 1978م :صادق مجلس النواب المغربي على ملف "معهد الأبحاث والدراسات الامازيغية" .تأسست جمعية تماينوت الجمعية المغربية للثقافة والفنون الشعبية .
- 1980م : لقد ارتبطت هذه السنة بمجموعة من الأحداث وبالتالي يمكن اعتبارها كبداية أساسية لحركة ثقافية امازيغية نشيطة :
*1و2 مارس 1980 :حواراجرته جريدة "لبيراسيون" مع الأستاذ مولود المعمري بمناسبة صدور كتابه "القصائد القبائلية القديمة".
*يوم 10 مارس 1980 تم منع ندوة بجامعة تيزي وزو بالجزائر حول الشعر الامازيغي القديم الأستاذ مولود المعمري تلتها بعد غد مظاهرات ل 150طالب من 1700 بالجامعة ينددون بقرار المنع ورفعوا شعارات بالامازيغية .
*12 مارس 1980 انتقل الغضب إلى جميع ثانويات تيزي وزو التي قامت باضراب تضامنا مع الطلبة .
*20 ابريل 1980 استمرت الاحتيجاجات والاضرابات منذ فاتح مارس الى حدود هذا اليوم حيث عرفت تيزي وزو إضرابا عاما ومسيرات احتجاج ويعتبر هذا اليوم كأهم محطو تاريخية في السنة والتي أصبحت تخلد سنويا من لدن الحركة الثقافية الامازيغية تحت اسم "الربيع الامازيغي tafsut n Imazighen".
*كما شهدت السنة كذلك بالمغرب ظهور أول مجلة امازيغية وهي مجلة "امازيغ" لكن بعد صدور العدد الأول واستعدادا للعدد الثاني طالها قرار المنع حيث تم اعتقال الأستاذ علي صدفي ازايكو لمدة سنة بسجن باب لعلو وهذا بسبب مقال له بالمجلة ...
- شهر غشت 1991: تم التوقيع على ميثاق اكادير حول اللغة و الثقافة الامازيغيتين وهذا تتويجا للأعمال الدورة الرابعة لجمعية الجامعة الصيفية , وكانت الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي هي التي تقدمت بمشروعه امام المشاركين في الدورة ويعتبر ميثاق اكادير الإطار النظري الذي يوضح تصور المهتمين باللغة والثقافة الامازيغيتين على الصعيد الوطني للمسألة الامازيغية .وهو إذ يسطر أسس الهوية الثقافية المغربية وواقع اللغة والثقافة الامازيغيتين فانه يضع مهاما مستعجلة لبناء ثقافة ديمقراطية بالمغرب وبالتالي فميثاق اكادير يعتبر كأهم مرحلة تاريخية ومرجيعية عامة للحركة الثقافية الامازيغية بالمغرب .( وقعته 6 جمعيات).
- 29 ماي 1993 : رفع نداء إلى الهيئات السياسية والفعاليات الوطنية والرأي العام حول اللغة والثقافة الامازيغيتين, ثم المذكرة الموجهة إلى المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان المنعقد بفيينا في نفس السنة.وفي صيف 93 عقد مهرجان الأغنية الامازيغية باكادير ثم مهرجان السينما الامازيغية بمدينة "دوار نونيه" بمقاطعة بريتيان الفرنسية .
- 18فبراير 1994: المجلس الوطني للتنسيق بين الجمعيات الامازيغية :فإذا كان ميثاق اكادير أول مبادرة للتنسيق بين الجمعيات الامازيغية فان تأسيس المجلس الوطني للتنسيق يعتبر المرحلة الأهم لأنه يرمي إلى التحرك الجمعوي فيما يخص الخطاب الامازيغي ,واهم ما جاء به هذا المجلس كإطار مؤسساتي هو انه يسمح للجمعيات الامازيغية المنضوية فيه بتقريب وجهات النظر ودعم مواقفها النضالية بشكل يسمح عموما بتشكيل خلية ضغط معنويا فاعلة في منحى الدفاع عن الامازيغية .كما تمكنت المجلس من إصدار جريدة كلسان للجمعيات المنضوية تته أطلق عليها اسم "امزداي" أي التنسيق . وتعمل الجريدة على التعريف بأنشطة الجمعيات وكذلك لقاءات ودورات المجلس الوطني للتنسيق ليطلع عليها الرأي العام .لقد كانت المبادرة تستحق التنويه إلا أن المجلس لم يتم تفعيله بشكل جيد وبالتالي أصبح يتدهور إلى أن نفذت أنفاسه الأخيرة , لتظهر بعد ذلك التنسيقات الجهوية ثم كونفدرالية "تاضا" ...
- 19 فبراير 1994 : وجهت مذكرة الى السيد الوزير الأول والسيد رئيس مجلس النواب والسادة رؤساء الفرق البرلمانية حول المطالب الامازيغية , كما شهد شهر يناير نفس السنة ظهور أول فيلم امازيغي " تمغارت ن وورغ" .
- فاتح ماي 1994م (عيد الشغل ) بمناسبة المسيرة العمالية المرخصة والمؤطرة من طرف الكونفدارالية الديمقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين , شارك أعضاء جمعية "تيليلي" في هذه المسيرة كنقابيين حاملين لافتات مكتوبة بالحروف الامازيغية تيفيناغ ورددوا شعارات مع العمال بالامازيغية . وفي يوم 2 و4 ماي تم القبض على الاساتذة والأصدقاء حرش الراس علي ثم ايكن علي والطاوس امبارك وكلهم اساتذة في التعليم الثانوي وقدموا للنيابة العامة يوم 5 ماي نفس السنة صحبة اربعة اخرين ثلاثة منهم لم يحضروا يوم المسيرة وهم : كيكيش احمد ,اشنى علي , جعفر سعيد ثم الزميل عمر الدرويش وقد اصدرت المحكمة حكمها يوم 27 ماي 94 بادانة علي ايكن والطاوس امبارك واحرش الراس علي من اجل التحريض والقيام باعمال يقصد منها بلبلة الامن العام والطمأنينة وترديد شعارات من شأنها المس بمبادئ الدستور واحداث البلبلة والتحريض على اعمال تمس بالسلامة الداخلية للدولة وتحكم على الاول والثاني بسنتين حبسا نافذة مع غرامة نافذة قدرها عشرة الف درهم لكل واحد منهما, وتحكم على الثالث بنسبة واحدة حبسا نافذا مع غرامة نافذة قدرها عشرة الف درهم وتحميلهم جميع الصائر والاجبار في الاذى. وقد استأنف الحكم وتلت صدوره حملة تضامنية وطنية ودولية , شاركت فيها مجموع الجمعيات الحقوقية ثم الهيئات السياسية الديمقراطية الوطنية بجانب الجمعيات الثقافية الامازيغية, كما شاركت عدة هيئات دولية مثل منظمة العفو الدولية .وكانت لائحة الدفاع قد وصلت الى 330 محاميا من جميع انحاء المغرب وبعد ذلك صرحت المحكمة ببراءتهم من جميع التهم تم ادانتهم فقط بترديد شعارات بدون رخصة والحكم على كل واحد منهم بالحبس لمدة ثلاثة اشهر نافذة في حدود شهرين اثنين وغرامة نافذة قدرها 500درهم .
- 20غشت 1994م : الخطاب التاريخي لجلالة الملك المغفور له الحسن الثاني الذي دعا من خلاله الى تدريس الامازيغية في المدرسة , ويعتبر هذا الخطاب كاعلان للموقف الرسمي للدولة لانه وضع القضية الامازيغية امام الشعب بكل مكوناته ومؤسساته , لكن هذا الخطاب اصبح من الصعب تطبيق مضامينه على المستوى العملي لانه من المسؤوليات الصعبة جدا التي تحملتها المؤسسة الملكية وحدها هذا في الوقت الذي نجد فيها ان الهيئات السياسية من احزاب ونقابات لم يكن لديها الوعي الكافي ولا القدرة السياسية الكبرى على التكيف معها .و يوم 24 غشت من نفس السنة بدأت القناة الاولى من بث نشرة اخبارية اطلقت عليها اسم "نشرة اللهجات" وهي اساسا جاءت لتسيئ الى الامازيغية وليس للرفع من مستواها لنها كادت ان تخلق تمزقا وصراعا بين الامازيغ انفسهم لولا وعي الجمعيات وكذلك المناضلين الامازيغيين الذين تداركوا الموقف.
- ما بين سنة 1995 و 1997 : المؤتمر العالمي الامازيغي من الفكرة الى التأسبس: يوم 28 ماي 1993 وجهت مجموعة من الجمعيات الامازيغية مذكرة حول الحقوق اللغوية الثقافية الامازيغية الى كافة المشاركين في المؤتمر العالمي لقوق الانسان الذي انعقد بفيينا ما بين 14 و24 يونيو 1993 وعلى هامش الدورة 12 لمجموعة عمل الامم المتحدة حول الشعوب الاصليو المنعقد بجنيف في يوليوز 94 كون المشاركون الامازيغيون فيها لجنة اتصال لمتابعة فكرة انشاء مؤتمر امازيغي دولي ثم اصدار تصريح سمي بتصريح جنيف وقد كانت الدورة 17 لمهرجان سينيما الشعوب ب "دوار نوني" بفرنسا غشت 94 والخاصة بالشعوب الامازيغية فرصة سنحت للمناضلين الامازيغيين والجمعيات الحاضرة بمناقشة فكرة الكونغرس وتبنيها وضمتها في الاعلان التاريخي ليوم 26 غشت 1994 . وفي 29 اكتوبر 1995 تأسست اللجنة التحضيرية للمؤتمر العالمي الامازيغي بفرنسا تنفيذا لتوصيات دوارنوني القاضية بتأسيس مؤتمر تمهيدي باروبا صيف 95 وحضره خلاله حوالي 100 مناضل امازيغي بجانب الفعاليات الاخرى وتم اقتراح تحويله الى مؤتمر تأسيسي وذلك لاستغلال الفرصة التي لمت عدد كبير من الامازيغ عبر العالم ولاول مرة , وبعد المناقشة صادق المؤتمر على القانون الاساسي لاول هيئة ومنظمة دولية للامازيغ وهي المؤتمر العالمي الامازيغي .وقد انتخب مكتبا دوليا فيدراليا برئاسة مبروك فركال ويتكون من 32 مندوبا من بينهم 10 مغاربة و7 جزائريين و2 من ليبيا و7 من المهجر و2 من جزر كناري و2 من الطوارق .كما انتخب المرشحون كذلك مكتب دولي يتكون من 11 شخص . وما بين 27 و31 غشت 1997 عقد في "لاس بالماس "بجزر كناريا اول مؤتمر عالمي امازيغي حضره اكثر من 350مشارك يمثلون حوالي 63 جمعية امازيغية بالاضافة الى عدد مهم من الاساتذة الجامعيين والفنانين والصحفيين وقد شاركت الحركة الثقافية الامازيغية المغربية ب 19 جمعية .(التفاصيل : مقالي بجريد اكراو امازيغ العدد 72 /16مارس2001)
- 22 يونيو 1996 : عقدت ندوة صحفية بفندق حسان الرباط بئاسة الاساتذة :حسن ادبلقاسم واحمد الدعرني ,الدكتور اسادن ثم محمد الشامي .حيث حضر عدد كبير من الاعلاميين الوطنيين والوليين بجانب الفعاليات الامازيغية وتم خلال الندوة التعريف بمطالب الحركة الثقافية الامازيغية والاجابة على اسئلة الصحفيين , وبعد الندوة مباشرة اجتمعت الجمعيات الامازيغية الحاضرة في الندوة في مقر جمعية تماينوت وقاموا بتحرير رسالة مفتوحة موجهة الى جلالة الملك الحسن التاني تطلب خلالها دسترة الامازيغية وادراجها كلغة رسمية ووطنية في التعديل الدستوري المرتقب ليوم 13 شتنبر 1996 .
- 1997/1998: عرفت الحركة خلال السنتين احداث منع الاسماء الامازيغية من لدن السلطات المحلية في مجموعة من المدن , فقد حرم الاباء من تسمية ابناءهم اسماء امازيغية اصيلة وبالتالي ممارسة هوياتهم الحقيقية , فقد طال المنع كل من : "اماسين طاطا" " اماسين بتكزيرت " "يوساد بقلعة مكونة " ثم "دهية كلميمة" و "نوميديا الحسيمة"....كما عرفت السنتين كذلك انفتاح الامازيغية على الاعلام الدولي وخاصة في برنامج الاتجاه المعاكس الذي تبته قناة الجزيرة من قطر وخصوصا عندما استضافت الاستاذ حسن اد بلقاسم رئيس جمعية تماينوت مع الدكتور علي فهمي خشيم من ليبيا.
- ابريل 1998 :التصريح الحكومي الذي تقدم به السيد عبد الرحمن اليوسفي كوزير اول لحكومة التناوب أمام مجلس النواب يوم 10ابريل وأمام مجلس المستشارين يوم 13 من نفس الشهر حيث تم فيه اعادة تجديد مفاهيم الهوية الوطنية حيث اشار التصريح الى تنوع مشارب الهوية المغربية وكذلك التعدد الثقافي وهذا ناتج عن التراكمات السابقة ساهمت فيها الحضارات الامازيغية والعربية والافريقية , كما اشارالتصريح الى انعاش الامازيغية , لكن الامر الواقع لم نرى ما يجسد ما جاء به النصريح بشكل حقيقي ,فقد اصبح الانعاش نعشا للامازيغية من اجل اقبارها .فبعد التصريح جاء ميثاق التربية والتكوين الذي لم يحترم الامازيغية لغة وثقافة حيث اكتفى فقط بجعلها خادمة للغة العربية حيث اشار الى انه يمكن للمدرس الاستئناس بها في حالة تعذر الشرح باللغة العربية .
- 25 يونيو 1998: اغتيال المناضل الامازيغي معتوب لوناس بالجزائر من طرف أيادي لا تريد لصوت الامازيغية ان يسمع ولم يكن هذا اليوم اول مرة وصلت فيه الأيادي الوسخة إلى جسد الشاعروالمناضل الامازيغي معتوب بل تعرض لمسلسل من المضايقات ابتدأ بشكل خاص بعد انتفاضة 1988 حيث اعتقل وعذب والق عليه النار , ورغم كل ذلك لم يتراجع لوناس عن نضاله من اجل الحرية والامازيغية اللتان يعتبرهما معتوب متلازمتان فلا مجال للتراجع عن قناعاته ما دام يعتبر نفسه سجينا منجولا ولن يرتاح الا اذا عاشت الجزائر في ظل هويتها الحقيقية. ورغم ان معتوب قد رحل فقد ترك ورائه اختا مناضلة وأما كذلك امازيغية حتى النغاع .
- سنة 1999م : عرفت هذه السنة ميلاد اول قناة تلفزية امازيغية تبث برامجها رقميا من باريس حيث بدأ اصحاب هذه الفكرة بافتتاح ارسال للبرامج الاداعية في منتصف شهر نونبر ,وهو يعتبر هذا الإنجاز الإعلامي الهام اكبر دليل على حيوية وغنى الحضارة الامازيغية ...
وتجدر الاشارة إلى ان هذه السنة عرفت كذلك مشاركة ثلاث مسرحيات امازيغية في الدورة السادسة لمهرجان الرباط الذي انعقد في شهر يونيو من نفس السنة ، كما عرفت السنة ايضا التفاتة ملكية سامية حيث نقل المناضل و الاستاذ علي صدقي ازيكو الى فرنسا من أجل الاستشفاء على نفقته و على الحساب الخاص لجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده، هذه الالتفاتة السامية التي جاءت لتضع حدا لمعانات المناضل ازيكو الذي قدم للامازيغية الكثير و لعل الاعتقال التعسفي الذي تعرض له سنة 1980 لدليل على ذلك . كما عرفت السنة أيضا أيام 13/14/ 15/غشت إجتماع ليون بفرنسا حول المؤتمر العالمي الامازيغي و خلاله تم انتخاب السيد رشيد راحا رئيسا له .
- فاتح مارس 2000 م : صدر للأستاذ محمد شفيق بيان الاعتراف بأمازيغية المغرب ، و لقد كان لهذا البيان دور كبير في الدفع بفكرة الحزب السياسي بعض الخطوات الى الأمام حيث وجد فيه أنصار المشروع السياسي فرصة سانحة لاستقطاب الأطر الأمازيغية اللازمة لتشكيل النواة الصلبة للحزب. فتشكلت لجنة تتكون من 15 عضوا و ذلك لجمع التوقيعات حول البيان، و كان لقاء بوزنيقة أيام 13/14/ ماي نفس السنة فرصة لتدارس هذا البيان و كذلك وضع استراتيجية للعمل، فتلت بعد ذلك ندوات صحفية لكل من الرباط و مكناس و مراكش ...
و عرفت السنة كذلك صدور عدد من الكتب الأمازيغية بفضل مؤسسة طارق بن زياد للأبحاث والدراسات ....
- 30 يوليوز 2001 : إعلان جلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش عن تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية .وبالتالي فالمؤسسة الملكية تؤكد من جديد على ضرورة الاستجابة للمطالب الأمازيغية لغة وثقافة ,فكان هذا الخطاب فرصة اخرى للحركة الثقافية الأمازيغية بالمغرب للسير قدما نحو الأمام ...
-17 اكتوبر 2001 : الخطاب التاريخي لأجدير والذي أعلن فيه ملك البلاد عن الظهير الشريف الذي يؤسس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والمنظم له .وخلال هذا الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس نصره الله اكد على ان الأمازيغية قضية وطنية وهي ملك لجميع المغاربة شمالا وجنوبا ,شرقا وغربا .فعلى الجميع ان يتعبأ لرد الاعتبار لهذا المكون الأساسي للهوية المغربية . ومن خلال ما جاء في هذا الخطاب الذي يعد اول خطاب ملكي يخصص للامازيغية ,والذي حاول ان يشمل الامازيغية في جميع جوانبها ثقافة ولغة وتراثا حين اكد الظهير على ضرورة المحافظة على الثقافة الامازيغية كثروة وطنية .كما ان هذه المؤسسة تسعى الى تحقيق اهداف ابرزها : - المحافظة على الثقافة الامازيغية – تجميع وتدوين جميع التعابير الامازيغية – القيام ببحوث ودراسات حول الثقافة الامازيغية وتشجيع الباحثين في هذا المجال –النهوض بالفن الامازيغي –اعداد معاجم وقوا مس خاصة بالامازيغية ...

- يوليوز 2003 : نظمت وزارة التربية الوطنية والشباب بعدما ان قررت تدريس الامازيغية بكل فروعها الثلاث بالمدرسة المغربية بشكل تدريجي , اياما تكوينية لفائدة اساتذة التعليم الابتدائي (1090 أستاذا) بتسعة مراكز بمختلف المدن المغربية وذلك من يوم 07 يوليوز الى 18 منه 2003 . وفي بداية الموسم الدراسي 2003/2004 بدأت الامازيغية تدرس بمجموعة من المدارس المغربية في السنة الاولى ابتدائي . وقد استفادت 317 مؤسسة من هذه العملية كما ان المعهد الملكي قد ساهم في هذه الايام وكذلك باصدار كتاب اولي يحتوي على مقترح حدادات للتدريس حسب الفروع الثلاث للامازيغية في بداية شهر شتنبر ,بعنوان " اوال اينو ". لكن ما يمكن ملاحظته خلال هذه الايام التكوينية انها غير كافية وانها كانت بشكل ارتجالي وعشوائي .

4) مكونات الحقل الجمعوي الأمازيغي :

إن كل من يعمل في حقل تنمية اللغة والثقافة الامازيغيتين وكل من يجعل الهوية المغربية موضوعا في حد ذاته لها , بطريقة مباشرة او غير مباشرة يمكن اعتباره مكون من مكونات الحقل الجمعوي الأمازيغي . الا ان هناك اختلاف في هذا الباب يتجلى اساسا في نوعية العمل ,هل يحمل فعلا شعار النضال الأمازيغي بشكل علني ام ان العمل الجمعوي موجه فقط الى السكان الامازيغ ؟
فإذا أخذنا بعين الاعتبار العمل الموجه إلى الإنسان, فهناك جمعيات محلية ومنظمات دولية تعمل في العالم القروي سعيا لتنمية القرى والمد اشر الأمازيغية وإقامة المنشآت الاجتماعية والتجهيزات التحتية من طرق وماء وكهرباء ومدارس...إلا أنها تختلف من حيث علاقاتها مع السلطة وفي اديولوجياتها..., وهناك أيضا في هذا المجال جمعيات دينية تعمل على تحفيظ القرآن الكريم وتدريس العلوم الدينية بالأمازيغية (حوالي 400 جمعية ومدرسة) بلأضافة إلى الزوايا.
أما إذا ركزنا على العمل النضالي بشكل منظم وبشكل مقصود وواع فيمكن الإشارة إلى ست مكونات أساسية ساهمت إلى حد الآن في النهوض بالحقل الجمعوي الأمازيغي :
1) الجمعيات الثقافية الأمازيغية 2) الحركة الطلابية 3) المبادرات الفردية 4) الفرق الفنية والاعلامية 5) المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية .6) المؤتمر العالمي ألأمازيغي .
** الجمعيات الثقافية الامازيغية : لقدعرف المغرب منذ 1967م ظهور جمعيات ثقافية تهدف الى خدمة اللغة والثقافة الأمازيغيتين ومع مرور السنوات أصبح عددها يتزايد بوثيرة كبيرة جدا وتمكنت بعضها من خلق مجلس وطني للتنسيق سنة 94 (27 جمعية ) , لتظهر بعد ذلك تنسيقات جهوية : كونفيدرالية "تاضا" – كونفيدرالية الجمعيات الامازيغية بالشمال ثم بالجنوب وبالجنوب الشرقي ... ويرجع الفضل الكبير الى الجمعيات للدفع بالحركة الثقافية الأمازيغية الى الأمام , حيث لعبت دورا مهما في نشر الوعي بالذات الامازيغية ورد الاعتبار للثقافة واللغة الامازيغيتين . ورغم كل المضايقات التي عانت منها الجمعيات في جميع انحاء المغرب وكذلك في جل الدول التي عرفت ميلادها باستثناء الدول الاوربية مثل فرنسا وبلجيكا وهولندا ...حاولت بكل عزم من فرض خطابها وذلك بفضل تركيز هذه الجمعيات على تكوين مناضلين بشكل صحيح حيث اينما حل وارتحل المناضل الامازيغي المتشبع بالعمل الجمعوي الأمازيغي الا وساهم في انتعاش قضيته لأنها قضية وطنية وقضية تتعلق بهويته وبذاته قبل كل شيئ.
** الحركة الطلابية : اذا ما حاولنا التحقق والتمعن بشكل ادق فاننا سنجد ان الحركة الطلابية لها دور فعال وان لم اقل المباشر في بروز القضية الامازيغية حيث ان الانسان الامازيغي بصفة عامة في المغرب او في بلدان تمازغا بشكل عام لم يحس بقضيته الا بعد ان وصل بعض الطلبة الى الجامعة وبالتالي ادركوا ان الجميع يدافع عن هويته وثقافته وبالتالي حضارته . فتساءل الطالب الامازيغي الذي انحدر من العالم القروي والتحق بالجامعة في المدينة سواء في مكناس او اكادير او مراكش او حتى الرباط او وجدة ... ماذا عن ثقافتي ولغتي ؟ و عن هويتي ؟ وهذا كله أمام سياسة التعريب التي نهجتها الدولة بعد الاستقلال , فتكون وعي لدى هذه الفئة من الطلبة بضرورة رد الاعتبار للأمازيغية وهذا ما أدى بالبعض منهم بعد مغادرة الجامعة من تأسيس الجمعيات و الانخراط في العمل النضالي .
وتجدر الاشارة كذلك الى ان الحركة الطلابية اصبحث اليوم في تزايد مستمر في المواقع الجامعية واصبحت الأمازيغية من بين التيارات الأكثر نشاطا في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب , حيث نجد سيطرتها الكبيرة في بعض الجامعات المغربية رغم كل المضايقات وكل الصراعات التي يواجهها الطلبة الامازيغ ولعل ما وقع في جامعة مولود معمري با متغرن (الراشدية) من عنف على الطلبة الامازيغيين لدليل على ما يعانيه الإنسان الامازيغي من تهميش وعنف كلما حاول التعبير عن حقه . ونسجل هنا بالتالي ان الحركة الطلابية لها دور كبير في العمل الجمعوي الأمازيغي بشكل كبير حيث تعتبر الجامعة المكان الذي يتلقى فيه المناضل أهم وابرز قواعد النضال ليستمر في المطالبة بحقوقه سواء اللغوية او الثقافية او الاجتماعية او حتى السياسية .
** المبادرات الفردية : هناك فعلا فئة من المناضلين يعملون في صمت ويحملون هموم اللغة والثقافة الأمازيغيتين , قد يتعاطفون مع جمعيات او مع تيارات لكنهم يحبون ويفضلون الحياد والعمل الفردي , ويتجلى عملهم غالبا في كتابات في الجرائد او إصدار كتب او المشاركة في ندوات ولقاءات عامة .كما ان هذه الفئة تلعب دورا في التحسيس بالقضية الأمازيغية في كل الأماكن التي يحلون بها .كما انهم يساهمون في اقتناء كل ما هو جديد في الامازيغية من جرائد ومجلات , وكتب وافلام واشرطة وهذا بالفعل كذلك نوع من الدعم والنضال للامازيغية .كما نجد بعضهم قد يقدمون مساعدات مالية او معنوية لجمعيات ثقافية امازيغية تشجيعا لعملها . وفعلا الحركة الثقافية الامازيغية بأمس الحاجة الى مثل هذه المبادرات والى هؤلاء الذين يعملون في الخفاء لأن دورهم مهم جدا ...
** الفرق الفنية والاعلامية : لقد كان لجميع الفرق الموسيقية والمسرحية وكذلك لجميع الجرائد الأمازيغية دور كبير جدا في العمل الجمعوي سواء بشكل مباشر او غير مباشر , فالبنسبة للفرق الموسيقية و الغنائية فقد عرفت الساحة صدور عدد كبير من الاشرطة منذ زمن بعيد ومن منا لا يتذكر : الرايس بلعيذ ,عشا تغزافت , محمد رويشة , الوليد ميمون , الفنان يدير ...
فقد تمكنت فعلا هذه الفرق من الحفاظ على موروث ثقافي مهم جدا فلولها لما تعرض للنسيان والإهمال وبالتالي الاندثار . اما الفرق المسرحية الامازيغية فقذ ساهمت من موقعها في خدمة اللغة والثقافة الامازيغيتين , ويعود الفضل في تاسيس بعضها الى الجمعيات الامازيغية ونذكر على سبيل المثال : فرقة اوسان ((AMRIC , فرقة اعشاقن , فرقة ئزماز ,امانارن ... اما المؤسسات الاعلامية التي ساهمت بشكل كبير في ترويج خطاب الحركة الثقافية الامازيغية , فقد صمدت رغم المشاكل المادية التي تعاني منها وكذلك المنافسة الشادة من لدن المنابر المحترفة والتي كان لها وزن ثقيل على الساحة الوطنية والدولية كالجرائد الحزبية ... ونذكر هنا بعض الجرائد الامازيغية الوطنية : جريدة اكراو امازيغ , تاويزا, تمازيغت , امزداي , تاسافوت , تامونت , العالو الامازيغي , تيليلي , تماكيت , تيدمي , ....

** المؤتمر العالمي الامازيغي : كما اشرت سابقا فالمؤتمر العالمي الامازيغي كمنظمة دولية تسعى الى التعريف باللغة والثقافة الامازيغيتين والسعي وراء الحفاظ عليهما فانها لعبت دورا فعالا في الحقل الجمعوي الامازيغي حيث تمكنت هذه المؤسسة الغير الحكومية من لم شمل الامازيغ في العالم اجمع وبالتالي تحسيس الرأي العالمي بان هناك انسان امازيغي يجب الاصغاء الى همومه وبالتالي رد الاعتبار لذاته ولهويته . الا ان قلة الامكانيات والعراقيل والضغوطات التي تخلقها حكومات دول شمال افريقيا وكذلك الطابع النخبوي الذي غلب على هذه المنظمة جعلها لم ترقى الى المستوى المطلوب , وازالت لم تقفعلى رجليها بشكل صحيح ( مزيد من التفاصيل انظر كتاب لأحمد الدغرني : المؤتمر العالمي الامازيغي : آراء ووثائق ) .

** المعهد الملكي للثقافة الامازيغية : اننا نعلم جميعا بان المعهد الملكي للثقافة الامازيغية حديث العهد ولهذا فدوره مازال لم يظهر بشكل جيد . ولا يمكن لنا الحكم عليه , الا ان ما يجب الاشارة اليه انه كان سندا قانونيا لجميع المناضلين الامازيغ حيث ان احداثه كسر شوكة اعداء الامازيغية حيث لم نعد نقرأ ولا نسمع تلك العبارات التي تدين الامازيغية بل العكس اصبح اعداء الامازيغية بالامس اصدقاء لها ...اما ما انجزه المعهد فقد اخمد نار المعركة التي كانت حول الحرف الذي ستكتب به الامازيغية بتبنيه حروف تيفناغ "ايركام" ولكن هل فعلا كان المعهد صائبا في اختياره ؟ كما نضم ندوات عديدة . وهو منكب الان في اعداد برنامج تدريس الامازيغية التي شرع في تدريسها في بداية الموسم الدراسي 2003/ 2004 .

5) ابعاد الحركة الامازيغية :

من حق كل من يسمع بالحركة الامازيغية او بالخطاب الامازيغي ان يسأل سؤالا جوهريا وهو : لماذا الامازيغية ؟ وهذا السؤال الاساسي قد طرحه الامازيغ انفسهم حينما حاولوا التأسيس الفعلي اخطابهم , وهو فعلا سؤال يلخص ابعاد الامازيغية وبالتالي بواعث الحركة الثقافية الامازيغية والتي دعت الى ظهورها وهنا اشير الى كتاب صغير الحجم اصدرته الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي في اسم رئيسها ابراهيم اخياط تحت عنوان " لماذا الامازيغية ؟ " ولتفادي بعض المخاوف التي يثيرها بعض الاشخاص وكذلك بعض التيارات التي ترى من الامازيغية بانها نزعة عرقية عنصرية تسعى الى تحقيق قومية امازيغية , وكذلك هناك من يرى بان الاستعمار قد خرج من الباب ليعود من النافذة والامازيغية هي نافذته سعيا لاضعاف اللغة العربية ومزيد من الفرنكفونية وبالتالي التخوف من ان تكون الحركة الامازيغية مدخل لانتاج مشروع علماني ضد الاسلام ...ولهذا اكتسى الحديث عن الحركة الامازيغية اهمية قصوى نظرا للجدل القائم حول مطالبها وابعادها وحقيقتها , فما هي اذن ابعاد الحركة الثقافية الامازيغية ؟ ولمذا الامازيغية اذن؟
قبل التطرق الى أهم ابعاد الحركة الثقافية الامازيغية اود ان اشير الى نداء لجميع فعاليات الحركة الثقافية الامازيغية وذلك لمحاولة الاجابة من جديد على هذا السؤال الجوهري وذلك لتوضيح الرؤيا وبالتالي ربما القيام بنقذ ذاتي لجميع الخطوات التي قطعتها الحركة منذ تأسيسها الى يومنا هذا . وذلك لتوحيد القراءة وبلورة تصور متكامل للقضية الامازيغية , لأنه يصعب فعلا الان استيعاب مختلف تنظيرات التيارات المتنوعة داخل الحركة الامازيغية , ولعل السكوت المفاجئ الذي اصاب الحركة بعد تأسيس المعهد الملكي للثقافة الامازيغية وابتلاع ابرز الفعاليات التي كانت بالامس تقود مشعل الحركة لدليل على ان عمل الحركة الامازيغية مازال نخبويا بشكل كبير جدا ...
اما ابعاد الحركة الامازيغية والتي اراها كامازيغي فهي ابعاد انسانية تهدف الى صون كرامة الانسان الامازيغي الذي يعتز بقولة ماسينيسا التاريخية :" افريقيا للأفارقة "والذي مازال متشبت بارضه شمال افريقيا , وبلغته وحضارته العريقة وهويته وبتقافته المتجسدة في ذاته وفي عمرانه وفي ارضه , فهو صامد منذ الزمن الطويل ويواجه كل التيارات التي حاولت طمسه وتغييره , لكن بدون جدوى . واذا ما حاولنا تجسيد حياة الانسان الامازيغي فوق ارضه فان ابعاده تبقى ابعادا متعددة نجد اهمها :
أ‌) البعد اللغوي والثقافي : فاللغة الامازيغية كلغة وطنية للمغاربة ولعدد كبير من سكان دول شمال افريقيا , من سيوا بمصر الى جزر كناري غربا ومن البحر المتوسط الى بوركينافاصو جنوبا . ولكونها مندمجة بجانب اللغة العربية في الشخصية الثقافية لكل فرد في شمال افريقيا فلابد ان تكون لهذه اللغة نفس المكانة بجانب اختها العربية ولأن تهميشها يعني تهميش مكون من مكونات شخصية الانسان المغاربي , فكيف مثلا لمغربي ان يعتز بوطنيته وبمغربيته وهو يجهل احدى اللغتين الامازيغية او العربية ؟
ب‌) البعد الحضاري والجغرافي : وهنا ضرورة النظر الى القضية الامازيغية بعين متكاملة لأنها ترتبط بمجال جغرافي محدود ومعروف تاريخيا وهي ارض شمال افريقيا , ولهذا لابد من التفكير في هذا البعد مع ضرورة احياء واعادة كتابة تاريخ شمال افريقيا بشكل يمنح للأمازيغية المكانة الحقيقية التي كانت تستحقها انطلاقا من تاريخ ابطال هذه الارض الغنية عن كل تعريف وبالتالي تفادي كل الاديولوجيات السياسية التي تريد تشويه حقائق الامور من تسميات لاصحة لها مثل "المغرب العربي" وكذلك التحريف الذي طال ومازال يستهدف اسماء الاماكن واسماء المدن وكذلك المآثر التاريخية من جراء سياسة التعريب التي جعلت كل شيئ غريب (التعريب=التغريب).
ت‌) البعد التنموي : ان الحركة الامازيغية تسعى من خلال عملها المستمر تحقيق بعد تنموي لجميع المناطق الامازيغية بما فيها التنمية الثقافية التي تقوم على الثقافة الاصلية للشعوب لكونها اليوم المحرك الرئيسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية . وهذا يعني ان نأخذ بعين الاعتبار المكونات الاساسية لشخصية الانسان الامازيغي وغير الامازيغي . ولأن ان جميع الانشطة التنموية الموجهة الى المناطق القروية تحتاج الى لغة التواصل سعيا لضمان المقاربة التشاركية مع الفئة المستهذفة وكمثال على ذلك محاربة الامية لدى فئة النساء والرجال فلماذا لا توظف لغتهم الام والتي هي الامازيغية ؟ كما لا ننسى الجانب التربوي و الادارة ...فلا تنمية بدون الامازيغية .
ث‌) البعد الديني : فالامازيغ كما يعلم الجميع رفضوا عبر التاريخ كا الافكار والحضارات التي جاءت اليهم الا الاسلام فقد احتضنوه بكل فرح وعزم ليس لذكاء الذين جاءوابه او لقوتهم وجبروتهم , بل فقط لطبيعة هذا الدين ولمرونته وخصوصيته الكونية اولا والاحترام الذي يدعو اليه لجميع اللغات والحضارات فقد قال تعالى في الاية 22 من سورة الروم : " ومن اياته خلق السماوات والأرض و اختلاف السنتكم و الوانكم " فهذا كله ما جعل الامازيغ يساهمون بشكل كبير في نشر هذا الدين والسعي وراءه من اجل الحفاظ عليه والرقي به الى يومنا هذا ( الا نتذكر الامازيغي طارق بن زياد الذي فتح الاندلس سنة 92ه).
ج‌) البعد الوحدوي : ان مستقبل دول تمازغا (شمال افريقيا) بما فيهم المغرب رهين بقاعدة اساسية تعتمد عليها الحركة الامازيغية وهي الوحدة من خلال التعدد والتنوع .لأن الامازيغية في حد ذاتها عنصر توحيدي يتغلغل في الكيان الثقافي الذي يشترك فيه جميع المغاربة وتتشكل منه هويتهم وخصوصيتهم , ولعل التاريخ المشترك والرقعة الجغرافية المشتركة لجميع بلدان المغاربة (المغرب الكبير) والمطبوع اصلا بالهوية الامازيغية لحافز اكبر ومنفذ لتحقيق مشروع الاتحاد المغاربي الذي مازال لم يتحقق على ارض الواقع مع احترام الحدود الجيوسياسية طبعا.
ح‌) البعد السياسي : لتحقيق جميع الابعاد السابقة و لضمان فعالية اللغة و الثقافة الامازيغيتين في المغرب او حتى في جميع بلدان تمازغا لابد من تفعيل البعد السياسي و دلك لتحقيق المطالب السياسية التي تناضل من اجلها الحركة الامازيغية ,و دلك بادراجها اولا وفبل كل شيء في جميع دساتير دول شمال افريقيا كلغة رسمية و وطنية لجانب اللغة العربية , انصافا لها كمكون اساسي لهوية هذه الشعوب ...وكذلك ضرورة تبني الاحزاب السياسية لمطالب الحركة الامازيغية.
6 ) خــــــــــــــاتمــــــــــــــــــــة :
ان الحركة الثقافية الامازيغية التي تبنت منذ نشاتها الطابع الثقافي و بفضل هذا النهج حققت قفزة نوعية مكنتها من رد الاعتبار للغة و الثقافة الامازيغيتين اللتان عانتا من تهميش منذ قرون عديدة رغم ان الحضارة الامازيغية كان لها اثر كبير في الحضارة الانسانية بشكل كبير جدا وقد حان الوقت الان للحركة الامازيغية ان تقوم اولا بقراءة نقذية لجميع المراحل التي قطعتها و ذلك من اجل تحديد استراتيجية محكمة و موحدة على المدى القريب و المتوسط و البعيد و لهدا ندعو كافة فعاليات الحقل الامازيغي لعقد ندوة وطنية اولا ثم دولية يشارك فيها جميع المهتمين و الجمعيات الامازيغية و كدا الفنانين و الصحافيين و كل من له وزن على الساحة الثقافية الامازيغية لتدارس الخطوات السابقة ( ميتاق اغادير –بيان محمد شفيق ...)ثم تحديد المراحل النضالية الضرورية للدفع بالقضية الامازيغية الى الامام .وعلينا ان نسثغل الالتفاتة المولوية و التعاطف الذي توليه المؤسسة الماكية في شخص جلالة الملك محمد السادس ايده الله و نصره.


امــــــحمد عليلــــــــــوش
النقـــــــــــوب في 25 مارس 2004
اسن 12 كرايــــــور 2954 أ


[1] نشر هذا المقال في جريدة الصحيفة العدد 164 / 26 ماي / 01 يونيو 2004 .

Sociologieamazigh


نحو سوسيولوجيـة أمازيغية ...؟؟؟
-مقاربة أولية-[1]

انجاز: امحمد عليلوش(Iyider-النقوب).
________________________________________________
مدخـــل :
إن أول سؤال يتبادر إلى الدهن والذي يمكن طرحه انطلاقا من العنوان (نحو سوسيولجية أمازيغية) هو بالذات هل يمكننا الحديث عن سوسيولوجيا أمازيغية ؟ وماذا يقصد بذلك ؟ولكون هذه الأسئلة بذاتها تطرح وتفرض بدورها الإقرار بوجود سوسيولوجيا خاصة بالامازيغ وبالتالي بالمجتمع الأمازيغي .وماذا عن كل ما يوجد الآن من دراسات حول المجتمعات الأمازيغية في دول تمازغا (شمال إفريقيا) والتي أنجزت من لدن باحثين سواء من الأمازيغ أنفسهم أو غيرهم؟ ألا يمكن لها أن تكون نواة أولى لبناء سوسيولوجية أمازيغية قائمة بذاتها ؟ وماذا عن كل ما أنتجه الامازيغ عن حضارتهم وعن المجتمع والإنسان ثم حول الأخر ؟
أنها فعلا أسئلة تفرض علينا نحن الامازيغ محاولة الإجابة عليها وبالتالي تحليل مغزاها ولكي نفهم كذلك ما نتوخاه من هذه السوسيولوجيا , ومحاولة مني كمهتم بهذا الجانب وكأمازيغي أود أن اطرح هذا الموضوع للنقاش وأتمنى أن تعطى له ما يستحق من عناية قصد الدراسة وذلك لفهم المجتمعات الامازيغية بشكل صحيح وكذلك الإنسان الامازيغي وثقافته الغنية ...ولتقريب الفكرة أكثر لابد في البداية أن نفهم ماذا يقصد بالسوسيولوجيا بشكل عام وما هو موضوعه كعلم ؟
يان : ماذا يقصد بالسوسيولوجيا ؟ وما هو موضوعه كعلم ؟
لقد أكد الفيلسوف "ريمون ارون " بان علم الاجتماع يتميز أساسا بأنه يبحث دائما عن نفسه ,وان أكثر النقاط اتفاقا بين المشتغلين به هي صعوبة تحديد علم الاجتماع وهذا ما يجعل تحديد تعريف دقيق للسوسيولوجيا امر صعبا , كما أن جل الباحثين يتباينون في تحديد تعريف خاص لهذا العلم وهذا راجع أساسا إلى طبيعة هذا العلم وكذلك للجذور التاريخية التي يرتبط بها منذ نشأته إلى يومنا هذا حيث تأثر علم الاجتماع بأفكار عدد كبير من الفلاسفة سواء من مؤسسيه الأوائل كسان سيمون و اكيست كونط وكارل ماركس واميل دوركايم , الى اخرون , كما تأثر كذلك علم الاجتماع بالتغيرات التي طرأت على المجتمعات الإنسانية خاصة في المجتمعات الأوروبية , ثم بالمنهج العلمي في كل فترات التاريخ , الا انه يمكن القول بان علم الاجتماع بالأساس هو ذلك العلم الذي يعمل على دراسة الإنسان والمجتمع دراسة تحليلية علمية تعتمد على المنهج العلمي , وكل ما يقتضيه هذا المنهج من أسس وقواعد وأساليب في البحث . واهتمام علم الاجتماع بالإنسان والمجتمع يجعله يتداخل مع فروع أخرى من فروع العلوم الإنسانية كالانتربولوجيا والسيميولوجيا والفلسفة والسيكلوجيا والاركيولوجيا ...الا ان الميزة الأساسية التي تجعل علم الاجتماع أكثر أهمية هو انه يدرس المجتمع ككل في ثباته وتغيره , ويدرس الإنسان من خلال علاقته بالمجتمع أي انه أكثر شمولا من العلوم الإنسانية الأخرى ... وكونه كذلك علما تحليليا يدرس المجتمع , علم حديث ,في حين ان دراسة المجتمع والظواهر والنظم الاجتماعية بشكل فلسفي , دراسة قديمة قدم الإنسان نفسه(1) وهذا بالفعل ما يؤكد بان التفكير الاجتماعي لازم الإنسان منذ وجوده الأول وهنا فإننا في عصرنا اليوم والذي أصبحت فيه الحياة الاجتماعية معقدة ومتشابكة حيث أصبحت حياة الإنسان ترتبط بالجانب الاجتماعي أكثر من الجوانب الأخرى , وهذا ما يدعوا بطبيعة الحال إلى ضرورة التفكير من جديد في دور السوسيولوجيا ...وكذلك وظيفة هذا العلم من داخل العلم نفسه ومن خلال نظرته نحو المجتمع , أما الاولى فيقصد بها بتطوير العلم نفسه والنقذ الذاتي لمختلف الجهود التي بذلت على الصعيدين النظري والمنهجي وذلك من اجل الرقي بهذا العلم الى درجة اكبر من الكفاءة والدقة في الوصول الى القوانين الاجتماعية ...مع امكانية التنبؤ بمسار العلم ذاته وكذلك المجتمع الانساني الذي هو بمثابة حقل العمل .والوظيفة الثانية فهي وظيفة اجتماعية والتي يقصد بها جميع الادوار التي يقوم بها العلم لمجتمع معين من فهم واقعه وتفسيره ثم تناول مشكلاته والتخطيط لدراستها وتناول الحلول الممكنة بشكل عام او خاص .
سين : مــاذا عن السوسيولوجية الامــازيغية ؟
إذا ما حاولنا تدقيق وحصر وظيفة علم الاجتماع في كونه يهتم بدراسة المجتمع والإنسان عبر السيرورة التاريخية , وبالتالي يهتم أساسا بدراسة البناء الاجتماعي بما فيه من كل الظواهر الاجتماعية , واذا ما حاولنا كذلك الاعتماد على هذا التعريف والانطلاق من الحاجة الماسة الى تأسيس علم اجتماع أمازيغي وذلك لتوضيح الرؤيا وتجنب الخلط الذي وقع فيه كتاب وباحثين الذين اتخذوا لهم مذهبا ومنهجا تخريبيا حيث ينسبون الاشياء الى غير اصلها والى غير اهلها , وبالتالي يكرسون الجهل ويطمسون الحقائق المتعلقة بالانسان الامازيغي الذي ارتبط تاريخه بشمال افريقيا .فقد ظهر فعلا بالمغرب مثلا منذ السبعينات كتاب ومؤلفون كعبد الله العروي ومحمد عابد الجابري ومحمد جسوس ...واشتغلوا فيما سموه بالفكر العربي والاديولوجية العربية والعقل العربي معتبرين ان وطنهم كذلك ميدخل ضمن هذا الفكر العربي ويتجاهلون بان هناك فكر اخر يحتاج الى بناء وهو الفكر الامازيغي والاديولوجية الامازيغية .هذا في الوقت الذي كانت فيه هناك دراسات وابحاث انجزت حول المجتمع الامازيغي من لدن كتاب غربيون واروبيون بالخصوص في المغرب وفي باقي مناطق تمازغا كالدراسات الانتروبولوجية التي قام بها الباحث دفيد مونتكمري هارت وكذلك ارنست كيلنير ثم الدراسات الكولونيالية التي قام بها الفرنسيون كالكولونيل جيورج سبيلمان,وكذلك الباحث اميل لووست...كما انه لابد من الاشارة الى ان هناك من المفكرين من اشار الى ضرورة اخذ بعين الاعتبار المكون الامازيغي اذا ما اردنا التأريخ للسوسيولوجية في المغرب مثل عبد الكبيرالخطيبي والذي يرى ان هناك حيز ضعيف للتنظير الاجتماعي في المغرب , كما اعتمد على ثمانية مقاييس للتأريخ للسوسيولوجيا بالمغرب منها مقياس لغوي ثم عرقي والموضوعي ...
ويبدو صعبا فعلا ان نعترف بان هناك سوسيولوجيا امازيغية كما هو الحال للسوسيولوجيا في العالم العربي الاسلامي على حد قول الكاتب عبد الصمد الديالمي في مؤلفه : القضية السوسيولوجية _نموذج الوطن العربي_ولكن ما يمكن ان نؤكده هو وجود كتابات سوسيولوجية أمازيغية تستمد تصورها النظري واليات تبلورها من المجتمع الامازيغي ... واذا ما عدنا الى ما اشار اليه عبد الصمد الديالمي حيث اعتبر ان المرجعية الاساسية لظهور علم الاجتماع في العالم العربي الاسلامي كانت سنة 1930 مع صور كتاب "البرابرة والمخزن" لروبير مونتاني لكونه اول اطروحة سوسيولوجية حول المغرب وعرفت محاولة تطبيق الظهير البربري أي خلاصة سوسيولوجية استعمارية حيث ترى ان هناك صراع بين البرابرة المضطهدون والعرب الذين كانوا مهيمنين على كل شيء وهذا طرح استعماري لتحرير البربر من اضطهاد العرب وبالتالي لابد ان يأتي المخلص وهو الدولة الاستعمارية وتطبيق هذه الاطروحة يتجلى في تمييز البربر عن سلطة العرب. ولكن السؤال المطروح هنا ما علاقة البرابرة بالعالم العربي ؟ ولمذا لايمكن القول بأن هذا الكتاب وهذه السنة 1930 والتي تؤرخ كذلك للظهير الاستعماري ل 16 ماي بانها المرجعية الاساسية لظهور علم الاجتماع الامازيغي في بلا تمازغا .وارى بشكل عام بان السوسيولوجيا في بلاد تمازغا (شمال افريقيا) تؤثر فيها مجموعة من العناصر وهي : 1)السوسيولوجيا التي ينتجها المجتمع الامازيغي نفسه 2) السوسيولوجيا التي ينتجها الاخر بما فيه العالم العربي والاسلامي والعالم الغربي 3) المجتمعات الامازيغية في بلاد تمازغا .
ومن خلال هذه العناصر نجد ان هناك علاقة بين ما يمكن تسميته بالسوسيولوجية الامازيغية وسوسيولوجية الاخر (العربي ثم الغربي) منذ زمن بعيد .فالى أي حد تؤثر الاولى على الثانية وما علاقتهما ؟ وكيف يمكن ابراز دور السوسيولوجية الامازيغية في انجاح عمل سوسيولوجية الاخر لابرازها على حسابها ؟ وكذلك مدى استفاذة هذه الاخيرة من السوسيولوجيا الامازيغية التي مازالت لم تعرف الى يومنا هذا النور كعلم قائم بذاته له قوانين وقواعد ومفاهيم خاصة وكنسق فكري خاص ؟ ولأن غياب السوسيولوجية الامازيغية رهين بالتهميش الذي يعانيه الانسان الامازيغي وكذلك تاثير السياسات القومية والاديولوجية التي مورست على المجتمعات الامازيغية في بلادهم من لدن دعاة القومية العربية وبالتالي نسب كل ماهو امازيغي الى ما هو عربي , ولهذا فلكي ترى السوسيولوجية الامازيغية النور لابد من ايجاد حل لازمة الانسان الامازيغي وبالتالي المجتمع الامازيغي برد الاعتبار لحياته وثقافته ولتاريخه وكذلك ان تنسب الامور لاهلها دون اية اديولوجية مزيفة ...
وعموما الا يمكن لنا الحديث عن علم اجتماع خاص بالامازيغ نظرا لشساعة المساحة التي يقطنونها وكذلك لغنى مورثهم الثقافي ورصيدهم الحضاري ؟ ولعراقة تاريخ الامازيغ ولصمودهم امام كل التيارات التي حاوالت طمس هوياتهم عبر كل الازمنة من الفينيقيين والرومان الى العرب والاوروبيون...فعلا لقد اصبح من الضروري اعطاء هذا الموضوع ما يستحق من اهمية وذلك لتأسيس سوسيولوجيا الامازيغ (Tawsmadal amazigh ) كمااننا في نفس الوقت بحاجة الى تأسيس علم النفس الامازيغي (Tawsadu amazigh ) وعلم السياسة ...الى ما هنالك من علوم الانسان التي تهتم بدراسة الانسان والمجتمع وكذلك الحضارات والثقافات كالانتربولوجيا والسيميولوجيا ...
وكما يشير الفيلسوف الفرنسي "بيربورديو" بأن علم الاجتماع هو علم المشاكل وذلك بالرجوع لموضوعه الذي يراهن على مقاربة الواقع الاجتماعي والذي لايخلو بالطبع من مشاكل وبالتالي فان ظهور اية سوسيولوجية يرتبط بتفاقم مشاكل اجتماعية التي تؤدي بدورها الى بروز ازمة وهنا نشير كذلك الى كون السوسيولوجيا هي علم الازمة وانها دائما في بحث دائم عن الذات , فاذا كانت الثورة الفرنسية سنة 1789 هي بداية ظهور علم اجتماع اروبي فاننا قد نقول بان بداية علم اجتماع امازيغي قد كانت فعلا مع ظهور ظهير 16 ماي 1930 حيث كانت هذه السنة هي بداية ظهور ازمة الانسان الامازيغي من حيث العدالة الاجتماعية حيث جاء كضرورة لاحداث محاكم عرفية امازيغية وبالتالي ضرورة رد الاعتبار لهذا الانسان وكذلك لاعرافه ولثقافته ومحاولة حل الازمة التي يتخبط فيها , هذا بغض النظر عن ما كانت القوات الفرنسية تسعى من وراءه كاهداف استعمارية وسياسية .وفعلا فان ازمة 16 ماي 1930 قد تكون هي بداية انطلاق او بروز سوسيولوجية امازيغية وذلك لدراسة وتحليل ما يعانيه الانسان الامازيغي من مشاكل اجتماعية مرتبطة بارض شمال افريقيا ...
كراض : من اجل سوسيولوجية أمازيغية ودفاعا عنها .
اذا ما حاولنا قراءة ما كتب عن السوسيولوجية المغربية عبر تاريخها نجد ان المغرب كبلد نامي عرف ظهور سوسيولوجية استعمارية ركزت عليها فرنسا في حملاتها الاستعمارية وذلك لدراسة المجتمع المغربي سعيا للسيطرة عليه فعملت هذه السوسيولوجية على اعطاء نتائج مغلوطة عن حقيقة المغرب لان هاجسها كان اساسا استعماري ولكن رغم ذلك فقد ساهمت هذه المرحلة في ابراز اشكالية في علم اجتماع دول تمازغا بصفة عامة والمغرب بصفة خاصة , اما بعد الاستقلال فقد ظهرت كما اشرنا سابقا محاولات تسعى اساسا وحسب ما تدعو اليه , التحرر من اوهام السوسيولوجية الكولونياية الفرنسية فركزت على المنهج الخلدوني في فهم الواقع و هو منهج فعلا قد يقود بنا الى الحقيقة شيئا ما الا ان انزلاق اغلب الباحثين السوسيولوجين ان لم اقل جلهم وراء الاديولوجية المشرقية فانطلقوا من حقيقة ليست حقيقة اصلا فبداؤا ينسجون عليها افكارهم وتحاليلهم بعيدين عن ماهو واقع في حياة المجتمع المغربي الذي اغلب سكانه امازيغ مع وجود العرب كذلك, فأدى بهم هذا الانزلاق الى فوضى وتشتت في التحليل , فغابت الحقيقة الاجتماعية التي يسعى علم الاجتماع الى اظهارها وبالتالي ظهور نتائج مغلوطة لانها تربط المغرب بالخليج العربي وبالشرق , فاصبحت الدراسات السوسيولوجية التي تدخل ضمن ما يسمى بالسوسيولوجية المغربية تتصف بنوع من الغموض والترييف لانها لم تنطلق من حقيقة الواقع كما انها تصنف ضمن ما يسمى بسوسيولوجية العالم العربي او سوسيولوجية المغرب العربي , ولكونها دراسات مؤطرة باتجاهات "الأخر" ...وبالتالي نحن اليوم في حاجة ماسة الى اعادة النظر في السوسيولوجية المغربية وضرورة الاخذ بعين الاعتبار ما يمكن ان نسميه السوسيولوجية الامازيغية , أي اننا امام ضرورة النقد البناء لتاريخ السوسيولوجية ولمفاهيمها في دول شمال افريقيا بشكل عام مع الانطلاقة من الانا عوض الاخر , ولنقوم باعادة تحديد موضوع ومفاهيم السوسيولجية بمزيد من الدقة والموضوعية .وبصريح العبارة اننا امام ضرورة تأسيس السوسيولوجية الامازيغية والتي تكون كفرع تخصصي في الحقل السوسيولوجي يهتم بالمجتمع والانسان الامازيغيين وبالظواهر الاجتماعية ذات المنشأ الامازيغي .انها سوسيولوجية جاءت اساسا لفهم الحضارة الامازيغية في شمال افريقيا وضد السوسيولجية الاستعمارية الغربية او المشرقية , وهي فعلا ضرورية في الوضعية الراهنة والتي بدأ فيها الانسان الامازيغي يتصالح مع ذاته وبدأ يعرف حقيقة أمره , ولهذا فاننا ندعو الباحثين السوسيولوجين الى اعطاء هذا الموضوع ما يستحق من دراسة موضوعية سعيا لتأسيسه كفرع وكعلم قائم بذاته وكنسق فكري .
كوز : الخاتمة.
ان ما ارمي اليه من وراء هذه السطور القليلة والتي عنونتها بعنوان ضخم يحتاج الى صفحات والى كتب , هو اتارة موضوع طاله النسيان وربما قد يكون هذا المقال بداية للحديث عن ضرورة التفكير من اجل تأسيس سوسيولوجية امازيغية كعلم نسعى من وراءه جمع كل ما له علاقة بالمجتمع الامازيغي وبجل الظواهر الاجتماعية المرتبطة به كانسان له بصمات على وجه البسيطة .
وأعود لأسال من جديد ما الذي نتوخاه من السوسيولوجيا في الوقت الراهن ؟ وهل نحن فعلا في حاجة الى سوسيولوجية امازيغية ؟ وهل ليس ضروريا في الوقت الراهن ان تتم دراسة ابستمولوجية لعلم الاجتماع بشكل عام وما يسمى بالسوسيولوجية المغربية بشكل خاص؟ اسئلة تبقى بدورها كمفاتيح للدخول الى موضوعنا و لأن السؤال في العلوم الانسانية يبقى اكثر اهمية من الجواب لانه يمككننا من خلخلة الأفكار والتشكيك من المعلومات السابقة وبالتالي البحث والنبش من جديد وفي كل لحظة ...فهلموا جميعا للبحث عن سوسيولوجية امازيغية وسط تراكمات علم الاجتماع بصفة عامة ان كانت هناك تراكمات ؟ ونقوم بتصنيف وتخصيص كل ما تم جمعه من ابحاث في شمال افريقيا او ما يسميه الامازيغ ب"تمازغا" . دون الانزلاق في الأخطاء التي تقع فيها المفاهيم القومية والاديولوجيات القومية لأنني ما ارمي اليه من خلال هذه السطور ان نصصح ما يمكن تصحيحه ثم الإقرار بوجود إنسان امازيغي كان ومازال يقطن شمال افريقيا وبالتالي لفهم ودراسة كل المشاكل التي تتخبط منها هذه البقعة المباركة والتي كانت ومازالت تعتبر من ابرز أطماع باقي العالم نظرا لموقعها الاستراتيجي ,وبالتالي إمكانية إيجاد حلول مناسبة , وجب فهم هذه المجتمعات وكذلك فهم الانسان الامازيغي أي ضرورة تدقيق ما يكتب وما ينجز من دراسات حول هذه المجتمعات وعدم الخلط بين ما تفرزه الحدود الجغرافية واللغوية والعرقية وما تحدده الأطماع السياسية .

-----------------------------
الهوامش :
-اتجاهات نظرية في علم الاجتماع . د عبد الصمد المعطي –عالم المعرفة العدد 44
-"دفاعا عن السوسيولوجيا" عبد الرحيم العطري .شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع , الرباط الطبعة الاولى 2000.
-العمل الجمعوي الامازيغي بالمغرب" احمد الدغرني .امبريال .الرباط .
-القضية السوسيولوجية –نموذج الوطن العربي- عبد الصمد الديالمي .
- نحو علم اجتماع عربي .لمجموعة من المؤلفين , مركز دراسات الوحدة العربية 1984.



[1] نشر هذا العمل في جريدة تاويزا العدد 91 .

vendredi 3 août 2007

University of Lahaye

موقع جامعي تعليمي مهم يستحق الزيارة :
انه موقع جامعة لاهاي العالمية للصحافة والاعلام.

المبادرة الوطنية للتنمية البشرية

نحو قراءة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية
I.N.D.H
    1. إعداد الأستاذ : امحمد عليلوش( iyider النقوب )
      _________________________________________



      عناصر المــــوضــــوع :
      1) تقديم.
      2) مفهوم التنمية.
      3) مفهوم الحكامة ودورها في التنمية المحلية .
      4) منطلقات ومرتكزات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية .
      5) البرامج الأولية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية .
      6) مصادر التمويل.
      7) خاتمة.

      1) تقديم:

      لقد أعلن جلالة الملك محمد السادس في خطابه التاريخي ليوم 18 مايو 2005 عن مشروع مجتمعي مهم جدا أطلق عليه اسم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، وذلك في إطار الأوراش المفتوحة التي أعطى انطلاقتها جلالته بعد تولييه العرش سنة 1999 ، سعيا لتحقيق مغرب ديمقراطي يساير كل المستجدات الدولية ، وبناء دولة الحق والقانون ...هذه المبادرة الملكية التي جاءت في وقتها المناسب والتي تحييها كل الفعاليات الوطنية بما فيها السياسية والجمعوية . وهكذا كما أكد جلالته فهي ليست مشروعا مرحليا فقط أو ظرفي قد يتخطاه المغرب ، بل هي ورش مفتوح باستمرار ، حيث جاء في خطابه : " إن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ليست مشروعا مرحليا ، ولا برنامجا ظرفيا عابرا ، وإنما هي ورش مفتوح باستمرار ." وأضاف جلالته كذلك قائلا : " إن المبادرة التي نطلقها اليوم ينبغي (...) أن تعتمد سياسة خلاقة ، تجمع بين الطموح والواقعية والفعالية ، مجسدة في برامج عملية مضبوطة ومندمجة ." [1]
      فماذا يقصد بالتنمية بشكل عام ؟ و التنمية البشرية بشكل خاص ؟ ولماذا التنمية البشرية كأولوية ؟ ثم ماهي جوانب ومبادئ وعناصر وقيم هذه المبادرة الملكية ؟ وما هي برامجها الأولية ومنهجيتها ؟ ثم ما هي آليات التمويل المعتمدة في هذه المبادرة الوطنية ؟ وماذا عن الموارد البشرية التي سيوكل إليها تنفيذ وتتبع هذه المبادرة الملكية ؟ وماذا عن الحكمة(بفتح الحاء والكاف) المحلية ومبادئها ومقوماتها ؟ وما علاقتها بالتنمية المحلية ؟
      2) مفهوم التنمية :
      لقد نشأ مفهوم التنمية وترعرع في الغرب سواء عن طريق سوسيولوجيا الغرب أو عن طريق الهيأت الدولية ، وهذه النشأة بطبيعة الحال لا تخلو من ايديولوجية ، حيث جميع المصطلحات المستعملة ونوعية ميادين التنمية لها منحى خاص من وراءها أغراض ايديولوجية تحركها .ولقد ظهر مفهوم التنمية لأول مرة في بريطانيا مثلا سنة 1944 ، وذلك في تقرير اللجنة الاستشارية للتعليم ، و صدر أول تعريف منظم لتنمية المجتمع خلال مؤتمر " كامبردج" الصيفي حول الإدارة الإفريقية سنة 1948 . وقد عرفت التنمية بأنها " حركة تستهدف تحقيق حياة أحسن للمجتمع المحلي نفسه من خلال المشاركة الايجابية للأهالي ، وإذا أمكن من خلال مبادرة المجتمع المحلي " . وفي سنة 1954 تبنى مؤتمر " استردج" للتنمية الاجتماعية الصيغة العامة للتعريف السابق أي أن التنمية الاجتماعية هي " حركة مصححة لتحقيق حياة أحسن للمجتمع ككل عن طريق المشاركة الفعالة ..." .
      وهكذا فقد ظهرت فكرة تنمية المجتمع لأول مرة في الوكالات والمجالس المتخصصة داخل الأمم المتحدة في دراسة منظمة سنة 1950. واتخذ المجلس الاقتصادي والاجتماعي في شهر مايو 1955 قرارا باعتبار منهج المجتمع وسيلة للتقدم الاجتماعي في المجتمعات النامية والمتخلفة. وصدر أول كتاب يعرف هذا المفهوم في أول دراسة منتظمة سنة 1955 وهو تعريف يذهب الى أن عملية التنمية للمجتمع هي العملية المصممة لخلق ظروف التقدم الاجتماعي والاقتصادي معا في المجتمع عن طريق مشاركة الأهالي ايجابيا في هذه العملية.
      ليأتي بعد ذلك تعريف ثاني سنة 1956 حيث أن تنمية المجتمع هي تلك العملية التي يمكن بها توحيد جهود المواطنين والحكومة لتحسين الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في المجتمعات المحلية ولمساعدتها على الاندماج في حياة الأمة والمساهمة في تقدمها بأقصى قدر .
      وما يمكن استنتاجه من التعريفين هو انه يشيران إلى افتراض أن المجتمعات المحلية تحتوي على طاقات بشرية تحتاج إلى التنظيم والتوجيه من جهة ثم أن هناك إمكانيات مادية تحتاج إلى التنظيم والاستثمار من جهة أخرى .كما يركز التعريفان على ضرورة المساعدة الذاتية وكذلك على عدم قدرة المجتمعات المحلية تحمل ثقل كافة عملية التنمية .
      وإذا ما عدنا إلى تعريف التنمية ، فانه كما قلنا يوجد اختلاف بين العلماء حسب نظرتهم الى هذا المفهوم . فنجد مثلا روستوف Rostow يعرف التنمية بأنها عملية تخلي المجتمعات المتخلفة على السمات التقليدية السائدة فيها والتبني للخصائص السائدة في المجتمعات المتقدمة . أما عبد المنعم شوقي فيقول : " إن عملية التنمية هي ذلك الشكل المعقد من الإجراءات والعمليات المتتالية ... التي يقوم بها الإنسان في مجتمع ما من خلال عمل تغيير مقصود وموجه يهدف إلى إشباع حاجة." وبالنسبة لكارل ماركس : " فالتنمية هي تلك العملية الثورية التي تتضمن تغييرات جديدة جذرية وشاملة في البنيات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وحتى القانونية زيادة الى نمط الحياة وأساليب العيش والقيم الثقافية ." وهنا يؤكد كارل ماركس كذلك أن البلدان الأكثر تقدما من الناحية الصناعية تمثل المستقبل الخاص بالنسبة للبلدان الأقل تقدما . ويقول سميلسرSmelser : إن التحديث والتنمية هي عملية تتضمن عدة تحولات في متغيرات الحياة مثل التكنولوجيا وذلك عن طريق تقدم هذا الميدان وتعقيده أكثر ...والسكان عن طريق التمدن والتحضر والزراعة بالمزيد من المنتوجات التجارية وعلى صعيد الأسرة ثم الدين بمزيد من العلمانية ." أما بالدوينBaldwin فان عملية التنمية لديه تحتاج إلى توفير معدلات عالية من النمو في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية .
      وبشكل عام فان مفهوم التنمية مفهوم شاسع ويختلف الباحثين في تعريفه ، ولكن ما لا يمكن نفيه أن هذه العملية هي عملية معقدة متشعبة الجوانب ، تضم الجانب الاقتصادي ، الاجتماعي ، السياسي والثقافي . والمفهوم العام لهذه العملية هو أنها مجموعة من العمليات المخططة والموجهة لتحقيق التغيير الجدري في المجتمع ، وذلك لتحسين الظروف الاجتماعية ، الاقتصادية ، السياسية والثقافية لأفراد المجتمع.
      3) مفهوم الحكامة ودورها في التنمية المحلية :
      هناك اختلاف بين الباحثين حول هذا المفهوم ، كماهو الشأن لمفهوم التنمية ، فتعددت التعاريف نظرا لاختلاف نظرة كل باحث وكذلك انطلاقا من مرتكزاته وتصوراته المعرفية والفكرية . فبالنسبة لكويمان وليكا (1996) فالحكمة تقليص للمركزية وهي صيغة للعمل تركز على أشكال التعبئة والشراكة وبناء شبكات للعمل الجماعي بين مختلف الفاعلين .[2] أما بالنسبة لباغناسكو ولوغاليس (1997/1998) فالحكمة عملية تنسيق بين الفاعلين والجماعات والمؤسسات قصد تحقيق أغراض محددة تكون موضوع حوار وقرار جماعي . أما سطوكير (1998) فيؤكد بأن الحكمة تختلف عن الحكومة لا من حيث الأهداف والغايات وإنما تختلف عنها أساسا من حيث طرق العمل ، و ليست تجديدا لوسائل العمل وإنما هي تفعيل للوسائل المتاحة بهدف تحسين الخدمات .
      ويمكن استنتاج إذن أن مفهوم الحكمة (بفتح الحاء والكاف) مرتبط أساسا بمفهوم التنمية المحلية و بتدبير كل الطاقات المتوفرة عند المجتمع المحلي وبالتالي فهي منظور جديد لتدبير العلاقات بين مختلف الفاعلين ضمن وحدة ترابية معينة يتأسس على توظيف الرأسمال الاجتماعي والرأسمال البشري من أجل تنمية داخلية مستدامة يساهم الجميع في رسم أهدافها والتقرير في سبل انجازها .انه منظور يستدعي مقاربة تشاركية تدمج كل الطاقات وتستثمر كل الإمكانات وتعتمد الحوار والعمل الجماعي دعامات أساسية لها .[3]
      وعلى كل حكمة أن ترتكز على مبدأ الحوار والمشاركة والشراكة ثم على مقوم التواصل والعمل الجماعي والمشروع المشترك ، وذلك من أجل أن تساهم بشكل فعال في التنمية ولكي لا تفقد مفهومها وتصبح بالتالي اقرب إلى الحكومة .
      أما التنمية المحلية فهي عملية جماعية تهدف إلى تجديد وتنمية مجتمع محلي في إطار وحدة ترابية محدودة على نحو مستديم ، وتتم هذه العملية في مجال ترابي ملائم من خلال توحيد الفاعلين في مجالات الاقتصاد والاجتماع والبيئة والثقافة وتنظيمهم في شبكات .
      4) منطلقات ومرتكزات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية :
      تنبثق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من منظور شامل لبناء مغرب حديث ديمقراطي يتمحور حول :
      a. ثلاثة جوانب أساسية :
      ** المسلسل السياسي لتعزيز دولة حديثة : الديمقراطية ودولة الحق والقانون .
      ** الإصلاحات والمشاريع الهيكلية المحدثة للنمو .
      ** التنمية البشرية في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مبادئ التدبير الجيد .
      ب) أربعة عناصر :
      ** قيم في صميم العملية :
      - تتمحور هذه العملية حول الإنسان ، في خدمة كرامة الجماعة والفرد.
      - عملية مبنية على الإنصات والثقة في المستقبل .
      - عملية ترتكز على إشراك المستفيدين والفاعلين في التنمية المحلية بتناغم وتشارك .
      - عملية هادفة ، فعالة ، تعاقدية ، شفافة ، مقيمة ، مدعوة لتصبح مرجعا للحاكمة الجيدة .
      - مبادرة ذات نفس طويل تتسم بالاستمرارية وبالأمد البعيد .
      ** منهجية تتوخى القرب والفعالية :
      ان المبادرة تستدعي نهج مقاربة ترابية مرتكزة على :
      - التخطيط : حيث أن برمجة عمليات المبادرة تتم حسب مسلسل للتخطيط الاستراتيجي يرتكز على تشخيص مدقق وتعريف واضح للأهداف .كما أن المجالس المنتخبة مدعوة للقيام بإعادة قراءة مخططاتها للتنمية الاقتصادية والاجتماعية مع إعطاء الأولوية للتنمية البشرية .
      - التناغم : مع ضرورة تحقيق انسجام بين البرامج القطاعية ، خاصة في المناطق الأقل حظوة . والانسجام بين البرامج القطاعية وعمليات الجماعات المحلية .
      ** عمليات أكثر ارتباطا بالإنسان : لقد وضعت هذه المبادرة من أجل تدعيم عمل الدولة والجماعات المحلية ، فهي لا تحل محل البرامج القطاعية أو مخططات التنمية الاقتصادية والاجتماعية للجماعات المحلية ، كما تمنح قدرات مالية إضافية من أجل دعم أربعة أنواع من العمليات التي تهم التنمية البشرية :
      - أنشطة مدرة للدخل .
      - دعم الولوج الى التجهيزات والخدمات الاجتماعية الأساسية .
      - دعم عمليات التنشيط الاجتماعي والثقافي والرياضي ...
      - تعزيز الحكامة والقدرات المحلية .
      ** كيفيات خلاقة للعمل الترابي : ان كيفيات تنفيذ عمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تستشرف إدارة الغد :
      - دور محوري للوالي والعمل ومجموع الإدارة الترابية .
      - تدبير موجه نحو النتائج .
      - آليات مرنة وسلسة .
      - تدبير تعاقدي .
      - مراقبة بعدية .
      5) البرامج الأولية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية :
      لقد ركزت المبادرة الوطنية INDH ، كمرحلة أولى على أربعة برامج أولية على الشكل التالي :
      أ‌- برنامج محاربة الفقر في المجال القروي :
      يستهدف هذا البرنامج في المرحلة الأولى كما جاء في الخطاب الملكي ، 360 جماعة قروية من ضمن الجماعات الأكثر فقرا في المغرب حيث أن متوسط الساكنة للجماعة القروية المستهدفة يصل إلى حوالي 10.300 نسمة . ويهدف إلى تحسين مؤشر التنمية البشرية ، خاصة تقليص نسبة الفقر داخل هذه الجماعات . مع ضرورة خلق الانسجام بين مختلف البرامج القطاعية وبرامج التنمية القروية المندمجة مع تقوية الحكمة والقدرات المحلية ودعم كل الأنشطة المدرة للدخل والخدمات الاجتماعية الأساسية .
      ب – برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي في المجال الحضري :
      يستهدف هذا البرنامج الأولي 250 حي حضري ضمن الأحياء الأقل حظوة بالمدن الكبرى حيث أن متوسط عدد ساكنة كل حي حوالي 6000 نسمة وحوالي 1000 أسرة . ويسعى هذا البرنامج إلى تحقيق الإدماج والتلاحم الاجتماعي وتحسين ظروف وجودة عيش السكان .
      ت – برنامج محاربة التهميش :
      يستهدف هذا البرنامج 50 ألف شخص يعيشون في الهشاشة القصوى ، بالإضافة إلى الأشخاص المتكفل بهم على صعيد البنيات العمومية أو الجمعوية المنتمين إلى الفئات ذات الأسبقية التالية :
      1 – شباب دون مأوى وأطفال الشوارع . 2 – الأطفال المتخلى عنهم . 3 – النساء في وضعية هشاشة قصوى . 4 – المتسولون والمشردون . 5 – سجناء سابقون بدون مورد . 6 – المختلون عقليا بدون مأوى . 7 – المعاقون بدون مورد . 8 – الأشخاص المسنون المحتاجون .
      و يسعى البرنامج إلى تحقيق الدعم لفائدة السكان في وضعية صعبة ، مع التكفل بهم في مراكز متخصصة مع السعي الى الإدماج الاجتماعي والاقتصادي .
      د – البرنامج الأفقي:
      يسعى هذا البرنامج الى دعم العمليات ذات الوقع الكبير على التنمية البشرية على صعيد كافة الجماعات القروية والحضرية غير المستهدفة ، وذلك من خلال اقتراح مشاريع على مستوى العمالات والأقاليم .
      ولتعزيز الهندسة الاجتماعية فان البرنامج يهدف إلى إحداث مرصد للتنمية البشرية يعتمد على دوي الخبرة وعلى نظام متطور للمعلومات والاتصال ، ولمواكبة جميع البرامج على المستويين الوطني والمحلي يتم انتقاء شبكة المكونين والمرافقين الجهويين لتقديم ، عند الاقتضاء وبطلب من العمال ، الخبرة والمساعدة التقنية لفائدة اللجن المحلية في الجماعات والأحياء ، ثم لمختلف الفئات من العاملين الاجتماعيين وأطر ومستخدمي الجماعات المحلية والجمعيات المنخرطة في التنمية البشرية .
      6) مصادر التمويل :
      ابتداء من سنة 2005 يتم إنشاء حساب مرصد لأمور خصوصية ، ترصد له موارد مهمة محددة في 10مليار درهم ، منها 6 مليار من الميزانية العامة للدولة و 2 مليار من الجماعات المحلية و 2 مليار كذلك من التعاون الدولي ، على مدى خمس سنوات للفترة الممتدة ما بين 2006 و 2010 لفائدة البرامج الأولية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية .
      وقد تم تحديد 2.5 مليار درهم لكل برنامج من البرامج الأولية الأربعة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية .
      وبالنسبة للانطلاقة ففي الستة الأشهر الثانية من سنة 2005 ، حدد الغلاف المالي للانطلاقة قي 250 مليون درهم مكون من 50مليون كمساهمة للميزانية العامة للدولة و 100 مليون درهم لكل من الجماعات المحلية وصندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية . وقد تم برمجة هذه الميزانية على المدى القصير حيث تستهدف كل العمليات ذات الوقع الكبير من محاربة التخلي عن الدراسة ودعم الصحة وإطار العيش حيث خصص 160 مليون درهم للبرامج الحضرية والقروية ، موزعة على أساس ترابي ، أي حوالي 1.5 مليون درهم للعمالة أو الإقليم ، 2 إلى 5 مليون درهم لمقر الجهات . ثم 80 مليون درهم لبرنامج محاربة التهميش موزعة حسب المشاريع المقدمة من طرف الجهات لتأهيل المراكز الاجتماعية ، مع إعطاء الأولوية للمشاريع التي تهم أطفال الشوارع والمتسولين والمشردين .و 10 مليون درهم للبرنامج الأفقي .
      7) خاتمة :
      إذا كان الإنسان هو من ابتكر مفهوم التنمية بمختلف جوانبها، ألا يحق له أن يكون أول من يستفيد من هذه التنمية ؟ وبالتالي فالتنمية التي تستهدف البشر هي مفتاح كل تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية لأن الإنسان هو محور كل العمليات التي تتم محليا أو جهويا أو وطنيا أو دوليا . فالتنمية البشرية هي تلك العملية المركزية والشاملة التي تتمحور حولها مختلف أوجه التنمية بحيث كلما اهتمت الدولة بالعنصر البشري ووفرت له كل الظروف الأساسية لحياة كريمة ، تكون قد استثمرت مجهوداتها بشكل يضمن لها الاستمرارية والتطور نحو غد أفضل . و تكون بذلك قد تمكنت من إعطاء لمواطنيها الأهمية الكبرى ضمانا لحبهم وتشبثهم بكل ما يتعلق بوطنهم وبدولتهم وبهويتهم .فعلاقة الدولة بالمواطن مثل علاقة الأم بأبنائها أو علاقة الأسرة بأبنائها ، فكلما اهتمت الأم أو الأسرة بأبنائها ووفرت لهم جميع الظروف والإمكانات الضرورية لحياتهم ، وإلا أصبحت في عين أبنائها كل شيء وقد يضحون بأنفسهم دفاعا عن أسرتهم . ولهذا فالتنمية البشرية هي التي يجب أن تكون أول ما يجب أن ترتكز عليه كل المخططات والبرامج الحكومية بتعاون مع المجتمع المحلي . لان الرجل الامريكي مثلا لم يحس بأمريكيته حتى ضمنت له دولته كل الحقوق وكل الاعتبارات كمواطن يحس بانتمائه ويعتز بدولته ، فوفرت له كل ما يحتاج من شغل وسكن وصحة وتعليم وتكوين وترفيه وحماية وضمنت لأبنائه المستقبل ، فاستطاعت بذلك ضمان حب مواطنيها وبالتالي تستفيد من إمكانياتهم الفردية والجماعية ومن قدراتهم الفكرية والبدنية ، فتوحدت جهودهم خدمة لبلدهم ويسعون دائما للرقي به إلى ما هو أحسن. فلا يفكرون في الهجرة ولا في الانتحار ولا في تفجير أنفسهم. فكفانا تغريبا في بلدنا ولنبارك جميعا المبادرة الملكية التي أعلن عنها جلالة الملك محمد السادس وعلينا الانخراط جميعا فيها سعيا لبناء غد أفضل للمغاربة جميعا ولنغرس في أنفسهم الثقة في بلدهم أولا وقبل كل شيء ثم لنضمن لهم مستقبلا زاهرا ثانيا . وعلى الجهات المسؤولة أن تلتزم بالمساطر الخاصة بالمبادرة الملكية من رصد الاعتمادات وتنفيذ النفقات والمراقبة اللازمة وإشراك الجميع وخاصة المجتمع المحلي ضمانا للحكامة الجيدة .
      ____________________________ النقوب في 11 أكتوبر 2005 الموافق ل 6 رمضان 1426ه.
      الهوامش :
      - مقتطف من الخطاب الملكي بتاريخ 18 مايو 2005.
      - كتيب عن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كأرضية لإعداد برنامج العمل . غشت 2005 ( وزع في أيام تكوينية لموظفي الجماعات المحلية )
      - مقال تحت عنوان " الحكمة المحلية منظور جديد للتنمية القروية " من إعداد الأستاذ عبد السلام رجواني .
      - صبري زاير السعدي :" الاقتصاد السياسي للتنمية والاندماج في السوق الرأسمالية العالمية " – المستقبل العربي العدد 249-11-1999 .
      - تنمية العالم القروي . الدورة الثامنة لمجلس الشباب والمستقبل الرباط 18-19 يناير 2000 .
      - Bulletin officiel n° 5340 -28 joumada 2 1426 (4/8/2005)
      - عادل المختار الهواري " قضايا التغير والتنمية الاجتماعية" دار المعرفة الجامعية 1998.
      - د .اسامة عبد الرحمن " البيروقراطية النفطية ومعظلة التنمية " سلسلة عالم المعرفة العدد 57.

      [1] مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس بتاريخ 18 مايو 2005 .
      [2] مقال تحت عنوان " الحكمة المحلية منظور جديد للتنمية القروية " من إعداد الأستاذ عبد السلام رجواني مستشار لدى مؤسسة الشرق الأدنى.
      [3] الأستاذ عبد السلام رجواني . المرجع السابق .

Ameksa ( extrait de recueil de poème Amazigh)

Ameksa
Nek d ameksa , ameksa[1] n tudert !
Ameksa , ammas n àari t-tagant!
Han ulli ! Han uccen iratent !
Uskay d ameddakkel inw ! t-teghruct ghuri !

Nek d ameksa ! ameksa n wulli !
Da nekkergh urta a tafuyt tezéwiyt !
Sseftugh ! g uneqqar ameksu ay ttinigegh!
Inna g llan ! afella nnem a dduniyt !

Nek d ameksa ! ameksa n ikirwan !
Usigh kem a tissufra ! allas idrusen !
Aman g tittétt ! tabja tamanu !
Iqbi izwar I wulli , nek d umeggaru !
Igdi ammas , ur ihwi ihédaéa ulli !
Tawrut tga ifilu , tuga ayd ttinig ,
Le Berger
Je suis le berger, celui de la vie!!
Le berger en pleines montagnes et forêts
Où les brebies que veut le loup
Le chien mon ami, et j’ai mon bàton

Je suis le berger, celuis des brebies
Je me reveille avant le lever du soleil
Fairesortir mes brebies, cherchant le pàturage
Où il se trouve sur la surface de la terre.

Je suis le berger , celui des agneaux
Endossé mon sac, dedans le déjeuner insuffisant
De l’eau dans l’outre, la flûte à côté
Le bouc prend la téte du troupeau et moi derière
Le chien au milieu faisant la garde
Le troupeau s’aligne cherchant de l’herbe.

Nek d ameksa ! ameksa n wulli !
Iwigh itnan , I umesku ad yili ;
Ar théyyadégh I waman leghdir
A yulli ad i-tent ur swint.
Ula tcant iger n awd yan ,
Ula a yuccen i-tent immendér
Ard insey , ur id llin àanday-i !!

Nek d ameksa , ameksa n wulli
Iwigh itnan , hédugh ulli zund arraw
Ar talggat , g tafuyt teghlit
Ughulgh d zarun a yamazir , hennagh
Stigh ikerwan , fergegh as I tewrut
Tcegh k a kan Imensi , s tguni
Mmutgh s its , I yatfut-i
Tgezzulm a yidéan ghuri
A yités ur k cbiàgh ! waxxa g lyali


Je suis le berger, celui des brebies
Je fais de mon mieu pour assurer le fourrage.
Faisant gaffe à l’eau troublée
Pour ne pas étres bue par mes brebies
Et de méme pour les biens des autres
Et ne seront pas dévorées par le loup
Qui en a eu l’habitude, ah ! Quel malheur !

Je suis le berger , celui des brebies
Faisant attention, gardant les brebies comme des petits
Jusqu’au soir après le coucher du soleil
Où je retrouve vers l’abri rassurant
Isolant les agneaux, et enfermant le troupeau
Et mangeant mon diner en dormant
Les yeux s’enferment, mon dieu quel sommeil !
Mes nuits sont pour moi très courtes
Le sommeil me manque toujours même en hiver.


Nek d ameksa , ameksa n tudert
Asekka digh , imkilligh !
Aksuln wussan ghuri !
Allig array walfegh-t innemyar-i
Han ulli ku yat s ism nnes baynt-i
Ur ttugh awd yat …
Meqqar gigh dderri , a làmer tmezziyt-i,
Han zyama , han tahébart…

Nek d ameksa , nek d aselmad n tghuri
Iksan g tinmel , ighjden n temgherin
Ameksa g tamzit , ameksa awd ig xatergh
Hédugh azzan , ig ran ad kcemn ula ffeghn .
Asegmi d umsku I imehédéaren

Nek d ameksa , ameksa n icirran
Rulgh i tmeqqit aghghe nn amda
Rulgh I wulli afegh d irban
Ur ibddil umya xs adghar
Je suis le berger, celui de la vie
De méme pour chacune des journées
Pour moi, ils se ressemblent mes jours
Et je me suis habitué
Mes brebies, à chacune un nom qui la désigne
Et je n’oublle jamais d’elles aucune
Méme petit que je suis et encore enfant
Je reconnais Zayma, mais aussi Tahébart…

Je suis le berger , mais aussi l’enseignant
Qui paît à l’école les chevreaux des femmes
Berger que je suis petit, de méme quand je suis grand
Gardand les enfant en sortant et en rentrant
Bonnes conditions et l’éducation pour les élèves

Je suis le berger, celui des enfants
Je veux éviter une goûte, mais tombé dans le lac
Evitant les brebies, j’ai trouvé des petits
Et il y a que la place qui a changé.

Nek d ameksa , nek d aselmad
Zrigh tayssa nnigh ad ghergh
Rulgh I baba ddigh s tinmel
Ar qqargh allig imellul ighf

Nek d ameksa , nek d aselmad
Ikers uqmu , iga yakk ikernanacen
Nnigh ad mzirigh t-tussufra t-teghruct
Mzirigh d wulli t-tnekra n zik
Nek d ameksa , nek d aselmad
Hnnagh gg uccen , d urar n lbal
Ar skargh aynna righ ,mzarin ghifi wussan
Ula da tàawadgh I twuri matta was

Nek d ameksa , nek d lxuja.
Allig gigh aselmad , zzigh d ameksa
Ameksa ighran , ameksa n icirran
Han taghruct digh , han tissufra
Je suis le berger, je suis l’enseignant
J’ai laissé le pàturage pour des études
S’enfuire àmon père, pour aller à l’école
Les études m’ont blanchi les cheveux

Je suis le berger, je suis l’enseignant
Mon visage tout devient ridé
Je me suis décidé de laisser le bâton et le sac
Mais aussi les brebies et le reveil à l’aube.

Je suis le berger, je suis l’enseignant
Laissant la garde, même celle du loup
Et je ferai ce dont j’aurai envie, les jours se differencient.
Et éviter la routine de chaque jour
Je suis le berger, je suis l’enseignant
Je deviens enseignant alors j’étais berger
Le berger lettré , le berger des petits
Le bâon et le sac sont de retour
Nek d aselmad , nek d ameksa
Han tawrut n leqqum tqqel zari
Han tanekra n zik , han tawuri!

Nkob ass n : 26/02/2955
[1] Ameksa : le berger .amy : kes asg : imeksawen.