mardi 7 août 2007

De l'AMREC à L'IRCAM

الــــحــــركــــة الـــثــقــافـيــة الأمـازيـغـيــة
= واقــــــع وافـــــــاق =
من" لامريك " إلى "ايركام " [1]

الأستاذ : امحمد عليلوش(النقوب) .

المــــحــــــــــــاور:
· تقديـــــم .
· تعريف موجز للحركة الثقافية الأمازيغية .
· العمل الثقافي الأمازيغي : النشأة والتطور .
· أهم المحطات التاريخية للحركة الثقافية الأمازيغية .
· مكونات الحقل الجمعوي الأمازيغي .
· ابعاد الحركة الثقافية الأمازيغية.
· خــــاتــــمــــة.
الهوامـــــــــــــــش:
· .العمل الجمعوي الأمازيغي . ذ احمد الدغرني .
· تأملات في أصول الخطاب التربوي بالمغرب المعاصر. ذ جامع الجغايمي .
· مقال تحت عنوان :" وقفة تأملية لأهم الأحداث التي عرفتها الأمازيغية في القرن العشرين " . بجريدة اكراو امازيغ العدد 72 –16 مارس 2001 . امحمد عليلوش .
· المؤتمر العالمي للأمازيغيين أراء ووثائق . احمد الدغرني .
· مقال تحت عنوان : " الحركة الثقافية الأمازيغية بالمغرب (مقاربة اولية) . مجلة الفرقان العدد 38 – 1997/1417ه . مصطفى الخلفي .
· مقال تحت عنوان : " الأمازيغية بين مطرقة عولمة العروبة وسندان الأمركة " جريدة اكراو امازيغ العدد 52/34 – 28 مارس 2000 . امحمد عليلوش .
· مقال تحت عنوان : "الأمازيغية في معترك الديمقراطية " ,جريدة تامونت العدد11 يونيو 1997/2947.
* الحق في المحاكمة العادلة .ذ حسن اد بلقاسم.
*مقال تحت عنوان "الامازيغية بدأت تغني نشيد الانتصار " جريدة العالم الامازيغي العدد 10 / 16 نونبر 2001 . امحمد عليلوش .
1) تقديم :
لقد اكتسى الحديث عن الحركة الثقافية الأمازيغية في السنوات الأخيرة أهمية قصوا نظرا للجدل القائم حول حقيقتها ومطالبها وكذلك نظرا للتطور الذي عرفته هذه الحركة سواء داخل المغرب او في باقي دول تمازغا اوفي العالم برمته... وتعد القضية الأمازيغية من أهم قضايا المجتمع المغربي المعاصر ,وهذه الأهمية ناتجة أساسا عن كونها تتعلق بمصيره السياسي والثقافي والفكري , أي ذاته وهويته ,وإذا كانت هذه القضية حتى الآن يتفاوت الوعي بها من شخص إلى أخر , ومن فئة إلى أخرى , لأن ذلك مرده في الأساس إلى التفاوت الثقافي في الوعي بالذات الامازيغية للمغاربة عند عامة المواطنين نتيجة تفشي الأمية من جهة , والتوجه الاديولوجي اللاوطني لتعليمنا ولثقافتنا الرسميين من جهة أخرى , كما يرجع إلى الاستلاب الفكري الذي ذهب ضحيته مجتمعنا وذلك على اثر الغزو الفكري المشرقي لبلادنا منذ بداية الاستقلال إلى الآن , هذا في غياب ثقافة وطنية ديمقراطية وشمولية حتى أصبح كل ما هو مغربي ثقافيا وفكريا أو حضاريا يصنف قهرا ضمن الثرات والحضارة العربية , بما فيه التراث الامازيغي المكون الرئيسي لهوتنا وذاتنا المغربية ؛ وان تعذر ذلك تمت نسبته إلى غيره من الثرات العالمي تجنبا للتصريح بنسبه الحقيقي .
إن التمادي في طمس الحضارة والفكر الأمازيغيين قد ولد تيارا فكريا وطنيا مقاوما لكل تبعية فكرية مشرقية كانت أو غربية , تيارا ضد هذا الطمس والتهميش والتحريف للهوية الوطنية , ضد التزوير والانحراف الذي يطال التاريخ والأمجاد الحضارية والتاريخية للإنسان المغربي ؛ تلك التي بناها ببطولاته على أرضه ( ارض شمال افريقيا- بلاد تمازغا ) هذا التيار الذي جاء ضد سياسة التعريب التي نهجتها الاديولوجية القومية العربية بعد 1956م .والذي يعمل على رد الاعتبار إلى الإنسان المغربي ذي الهوية الامازيغية أرضا وإنسانا وحضارة مثله في ذلك مثل كل شعوب الأرض التي تتميز بحضارتها وبلغاتها وبتجريبها وبفكرها الذي يعكس ذاتها وطموحاتها .وفي خضم هذا التوجه الفكري نحو ما هو وطني بعد التغريب وليس التعريب تشكلت النواة الأولى للحركة الثقافية الأمازيغية في إطار عمل جمعوي واع بخطورة هذا الاستلاب الفكري الذي ينخر الذات المغربية من الداخل ويمسح هويتها . فما هي إذن الحركة الثقافية الأمازيغية ؟ وكيف نشأت ؟ وما هي ابرز محطاتها النضالية والتاريخية ثم أبعادها المستقبلية ؟

2) تعريف موجز للحركة الثقافة الأمازيغية :
يقصد بالحركة الثقافية الأمازيغية ذلك العمل المنظم المستمر في إنتاج خطاب ثقافي حول الأمازيغية بشكل عام , والذي هو وليد تجربة المجتمع المغاربي بصفة عامة والمغربي بصفة خاصة ومقاومته الطبيعية للاستلاب والتبعية الفكرية للقومية المشرقية ومن اجل رد الأعتبار لما هو وطني , ولهذا يمكن اعتبار الحركة الثقافية الامازيغية بمثابة صحوة ضمير الشعوب المغاربية وبداية وعيها بذاتها (أي التصالح مع الذات) , رغم كل ما صرف من جهد ومال لطمس الهوية الحقيقية وملامح الذات الامازيغية والتي ينطق بها كل شبر من ارض تمازغا . ولعل ابرز ما يجسد هذا العمل المنظم هو تأسيس الجمعيات الثقافية الأمازيغية والتي عرفت وثيرة تزايدها ارتفاعا مستمرا إلى حد الآن .

3) العمل الثقافي الأمازيغي بالمغرب : النشأة والتطور .
لقد شهد الحقل الثقافي المغربي تطور وتنامي الحركة الثقافية الأمازيغية بصيغها المختلفة والمتعددة التي بفضلها استطاعت أن تؤكد وتفرض وجودها في قلب الحركية الاجتماعية كما ساهمت في تأطير المجتمع المدني من موقعها الثقافي ...وفي مدة وجيزة استطاع العمل الثقافي الأمازيغي من تحقيق قفزة نوعية مكنته من تحقيق مكتسبات لابأس بها مقارنة مع باقي التوجهات الأخرى , وهذا يرجع بالأساس إلى مشروعية مطالب الحركة الثقافية الأمازيغية زيادة الى استماتة المناضلين والجمعيات التي يتزايد عددها يوما بعد يوم ؛ ويمكن القول بان العمل الثقافي الأمازيغي قد مر بعدة مراحل يمكن تلخيصها في أربعة أساسية وهي :
** المرحلة الأولى : اتسمت هذه المرحلة بسيادة التحرك الفردي والسعي نحو التحسيس بالثقافة الامازيغية عبر مجموعة من الفعاليات , وتوجت بإنشاء بعض الجمعيات خلال الستينات والسبعينات , فقد قامت عدة فعاليات بمجهودات شخصية منذ السنوات الأولى للاستقلال سواء فيما يتعلق بكتابة بعض المقالات او جمع بعض الأشعار من الثراث الأمازيغي والقصص والأمثال ... ثم تطور ذلك إلى عمل منظم وذلك بعد سنة 1967م السنة التي ظهرت فيها أول جمعية ثقافية امازيغية وهي الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي (AMRIC ) والتي سطرت كهدف لها الاهتمام باللغة والثقافة والحضارة والهوية الامازيغية . دون أن ننسى انه خلال هذه المرحلة عرفت بروز القضية الامازيغية كذلك داخل الفضاء الطلابي حيث أن الذين بادروا إلى تأسيس الجمعيات انبتقوا من الحركة الطلابية إلا أن الظرفية السياسية المتوثرة في مرحلة السبعينات ولضعف كذلك الامكانات المادية لم تتمكن هذه الجمعيات من الاستمرارية الفعالة ....
** المرحلة الثانية : تمتد ما بين أواخر السبعينات إلى حدود نهاية الثمانينات حيث ظهرت خلالها جمعيات ثقافية أخرى كجمعية تماينوت "الجمعية الجديدة للثقافة والفنون الشعبية " بالرباط 1978 ثم جمعية الانطلاقة بالناظور وجمعية الجامعة الصيفية باكادير ... واستمر ميلاد الجمعيات وفروعها في عدة مناطق وأصبح آنذاك هم بناء الذات وبلورة خطاب ثقافي امازيغي هو شغل الجميع . وتأثرت هذه المرحلة في المغرب بإحداث الربيع الأمازيغي الذي وقع بالجزائر سنة 1980 كما سنرى في محور الاحدات التاريخية للفضية الامازيغية , ويمكن اعتبار هذه المرحلة مرحلة للبناء والتأسيس الفعلي والحقيقي للحركة الثقافية الأمازيغية رغم أنها عرفت مضايقات وعوائق مادية وتعتيم إعلامي ...ولعل اعتقال الأستاذ علي صدقي ازايكو ومنع إصدار مجلة امازيغ لدليل على هذه المضايقات الممارسة من لدن المخزن والأحزاب المشرقية .
**المرحلة الثالثة : لقد عكس الانفراج الديمقراطي النسبي الذي عرفه العالم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وسقوط جدار برلين على جميع الدول وبالتالي على سياستها الداخلية وهذا ما أدى إلى انتعاشة جديدة لكافة الحركات النضالية بما في ذلك الحركة الثقافية الامازيغية التي عرفت توقيع ميثاق أكادير سنة 1991 من طرف ست جمعيات امازيغية والذي يعتبر كإطار مرجعي نظري يوضح تصور المهتمين باللغة والثقافة الامازيغيين ببلادنا , انطلاقا من المنطلقات التاريخية والفكرية والحضارية للمجتمع المغربي وانتهاء بمطالب مستعجلة (انظر ميثاق اكادير ) ركزت على ضرورة تحقيق للوحدة الوطنية تقر بكل مكوناتها الثقافية وذلك في إطار شعار أساسي هو "الوحدة في التنوع".وهكذا استمرت الحركة الامازيغية تطور من أساليب عملها معتمدة على أرضية الميثاق إلى أن تم تشكيل مجلس وطني للتنسيق شهر ابريل سنة 1994 بين مختلف الجمعيات الامازيغية وصياغة بروتوكول وضوابط التنسيق وإصدار جريدة باسم المجلس تحت اسم "امزداي".كما عرفت هذه المرحلة انفتاح الامازيغية على المستوى الدولي وخاصة بعد سنة 1993 حيث عقد مهرجان للأغنية الامازيغية بكل من اكادير ثم بفرنسا , وبعدها عن طريق تأسيس المؤتمر العالمي الامازيغي سنة 1995 بفرنسا وانتخاب السيد مبروك فركال كأول رئيس لهذه المنظمة الدولية التي تدافع عن الامازيغ في العالم اجمع ....
**المرحلة الرابعة : إن تراكم الإنجازات التي حققتها الحركة الثقافية الامازيغية بالمغرب وتزايد حدتها جعلها تؤسس قاعدة شعبية كبيرة جدا , هذا ما جعل المؤسسة الملكية تدعو إلى ضرورة الاعتراف بالامازيغية والدعوة إلى إدماجها في الإعلام والتعليم (نشرة اللهجات ) كما جاء في الخطاب الملكي للمغفور الملك الحسن الثاني ل 20 غشت 1994 ثم اعتراف حكومة التناوب بتعدد الهوية المغربية مشيرة إلى البعد الامازيغي من خلال برنامجها الحكومي(1998) وضرورة إنعاشها ثم صدور الميثاق الوطني للتربية والتكوين الذي جعل من الامازيغية خادمة للعربية (المادة 116), لقد أصبحت الامازيغية في هذه المرحلة موضع تساءل لدى الرأي العام الوطني والدولي وبدأ الجميع يهتم بها وخاصة بعد الخطاب الملكي ل30 يوليوز 2001 الذي أعلن فيه جلالة الملك محمد السادس عن إنشاء معهد ملكي للثقافة الامازيغية ثم بعد ذلك جاء خطاب أجدير يوم 17 اكتوبر2001 حيث تم الإعلان عن الظهير المحدث للمعهد , ليعين محمد شفيق كأول عميد للمعهد , فجات بعد ذلك معركة الحرف الذي ستكتب به الامازيغية ليحسم المعهد في الأخير في اختيار تيفناغ "ايركام".ثم بادرت وزارة التربية الوطنية قي شتنبر 2003 لتدريس الامازيغية في 317 مدرسة بالمغرب , ليصبح الحديث عن الامازيغية يتداول في أوساط الأسر المغربية إلى أن أصبح أعداء الامازيغية بالأمس أصدقاءها اليوم .لكن السؤال المطروح الآن هل هذا يكفي ؟ بطبيعة الحال فالطريق مازال طويل فماذا عن الامازيغية في الدستور؟ ثم في الإعلام ؟ وفي المحاكم وكل الإدارات ؟ ....
ونشير إلى التنامي المتزايد للحركة الثقافية الامازيغية بالجامعة وتصاعد وتيرة أنشطتها وارتفاع قاعدتها الطلابية وتميزها عن باقي الفاعلين في الحقل النضالي الطلابي.

4)أهم المحطات التاريخية للحركة الثقافية الأمازيغية:
تجدر الإشارة في بداية الأمر إلى أن الحركة الثقافية الامازيغية لم تعرف نشاطا كبيرا وموسعا إلا في العقدين الأخيرين من القرن العشرين أي ما بعد 1980 حيث تعتبر هذه الفترة وما تحمله من أحداث كمرحلة انتقالية ومحتومة لاجدال فيها وتتجلى حتمية الحالة الانتقالية بالخصوص في كثرة الاحدات التي وقعت في العقدين(1980الى 2002)...
اما في ما يخص الأحداث الأساسية التي عرفتها الامازيغية فهي حسب التسلسل الزمني على الشكل التالي (ابرز الاحدات وليس كل الأحداث) :
- 1929م : ترتبط هذه السنة بمدرسة أنشأت بازرو وهي مدرسة شيدت من لدن السلطات الفرنسية تعمل فيها بتدريس الامازيغية والفرنسية .
- 16ماي 1930م :صدور ظهير استعماري والذي يقضي بإحداث محاكم عرفية امازيغية , هذا الظهير الذي سماه أعداء الامازيغية "بالظهير البربري" ولا ادري لماذا يسمونه كذلك؟ ويعتبر كأول حدث يبرز وجود الآخر وبالتالي هناك فرق بين الامازيغي والعربي في اللغة وما الشعار الذي ردده المغاربة في المساجد "شعار اللطيف" لدليل على انه هناك إنسان امازيغي يجب التفكير فيه ويجب أن لا نفرق بينه وبين العربي في الحقوق والوجبات لكونه أخا له في كل شيء , كما يعتبر هذا الحدث في الآونة الأخيرة محطة نقاش بين المناضلين الامازيغيين وأعدائهم.إلا أن الأحداث التي وقعت في 16 ماي 2002 بمدينة الدار البيضاء قد تغير مجرى الامور .
- 1967م فإذا كان تأسيس الجمعيات هو ابرز ما يجسد ظهور الحركة الثقافية الامازيغية فان سنة 1967 قد شهدت التأسيس الفعلي لأول جمعية تعمل في الحفل الثقافي الامازيغي وهي الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي .
- 1978م :صادق مجلس النواب المغربي على ملف "معهد الأبحاث والدراسات الامازيغية" .تأسست جمعية تماينوت الجمعية المغربية للثقافة والفنون الشعبية .
- 1980م : لقد ارتبطت هذه السنة بمجموعة من الأحداث وبالتالي يمكن اعتبارها كبداية أساسية لحركة ثقافية امازيغية نشيطة :
*1و2 مارس 1980 :حواراجرته جريدة "لبيراسيون" مع الأستاذ مولود المعمري بمناسبة صدور كتابه "القصائد القبائلية القديمة".
*يوم 10 مارس 1980 تم منع ندوة بجامعة تيزي وزو بالجزائر حول الشعر الامازيغي القديم الأستاذ مولود المعمري تلتها بعد غد مظاهرات ل 150طالب من 1700 بالجامعة ينددون بقرار المنع ورفعوا شعارات بالامازيغية .
*12 مارس 1980 انتقل الغضب إلى جميع ثانويات تيزي وزو التي قامت باضراب تضامنا مع الطلبة .
*20 ابريل 1980 استمرت الاحتيجاجات والاضرابات منذ فاتح مارس الى حدود هذا اليوم حيث عرفت تيزي وزو إضرابا عاما ومسيرات احتجاج ويعتبر هذا اليوم كأهم محطو تاريخية في السنة والتي أصبحت تخلد سنويا من لدن الحركة الثقافية الامازيغية تحت اسم "الربيع الامازيغي tafsut n Imazighen".
*كما شهدت السنة كذلك بالمغرب ظهور أول مجلة امازيغية وهي مجلة "امازيغ" لكن بعد صدور العدد الأول واستعدادا للعدد الثاني طالها قرار المنع حيث تم اعتقال الأستاذ علي صدفي ازايكو لمدة سنة بسجن باب لعلو وهذا بسبب مقال له بالمجلة ...
- شهر غشت 1991: تم التوقيع على ميثاق اكادير حول اللغة و الثقافة الامازيغيتين وهذا تتويجا للأعمال الدورة الرابعة لجمعية الجامعة الصيفية , وكانت الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي هي التي تقدمت بمشروعه امام المشاركين في الدورة ويعتبر ميثاق اكادير الإطار النظري الذي يوضح تصور المهتمين باللغة والثقافة الامازيغيتين على الصعيد الوطني للمسألة الامازيغية .وهو إذ يسطر أسس الهوية الثقافية المغربية وواقع اللغة والثقافة الامازيغيتين فانه يضع مهاما مستعجلة لبناء ثقافة ديمقراطية بالمغرب وبالتالي فميثاق اكادير يعتبر كأهم مرحلة تاريخية ومرجيعية عامة للحركة الثقافية الامازيغية بالمغرب .( وقعته 6 جمعيات).
- 29 ماي 1993 : رفع نداء إلى الهيئات السياسية والفعاليات الوطنية والرأي العام حول اللغة والثقافة الامازيغيتين, ثم المذكرة الموجهة إلى المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان المنعقد بفيينا في نفس السنة.وفي صيف 93 عقد مهرجان الأغنية الامازيغية باكادير ثم مهرجان السينما الامازيغية بمدينة "دوار نونيه" بمقاطعة بريتيان الفرنسية .
- 18فبراير 1994: المجلس الوطني للتنسيق بين الجمعيات الامازيغية :فإذا كان ميثاق اكادير أول مبادرة للتنسيق بين الجمعيات الامازيغية فان تأسيس المجلس الوطني للتنسيق يعتبر المرحلة الأهم لأنه يرمي إلى التحرك الجمعوي فيما يخص الخطاب الامازيغي ,واهم ما جاء به هذا المجلس كإطار مؤسساتي هو انه يسمح للجمعيات الامازيغية المنضوية فيه بتقريب وجهات النظر ودعم مواقفها النضالية بشكل يسمح عموما بتشكيل خلية ضغط معنويا فاعلة في منحى الدفاع عن الامازيغية .كما تمكنت المجلس من إصدار جريدة كلسان للجمعيات المنضوية تته أطلق عليها اسم "امزداي" أي التنسيق . وتعمل الجريدة على التعريف بأنشطة الجمعيات وكذلك لقاءات ودورات المجلس الوطني للتنسيق ليطلع عليها الرأي العام .لقد كانت المبادرة تستحق التنويه إلا أن المجلس لم يتم تفعيله بشكل جيد وبالتالي أصبح يتدهور إلى أن نفذت أنفاسه الأخيرة , لتظهر بعد ذلك التنسيقات الجهوية ثم كونفدرالية "تاضا" ...
- 19 فبراير 1994 : وجهت مذكرة الى السيد الوزير الأول والسيد رئيس مجلس النواب والسادة رؤساء الفرق البرلمانية حول المطالب الامازيغية , كما شهد شهر يناير نفس السنة ظهور أول فيلم امازيغي " تمغارت ن وورغ" .
- فاتح ماي 1994م (عيد الشغل ) بمناسبة المسيرة العمالية المرخصة والمؤطرة من طرف الكونفدارالية الديمقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين , شارك أعضاء جمعية "تيليلي" في هذه المسيرة كنقابيين حاملين لافتات مكتوبة بالحروف الامازيغية تيفيناغ ورددوا شعارات مع العمال بالامازيغية . وفي يوم 2 و4 ماي تم القبض على الاساتذة والأصدقاء حرش الراس علي ثم ايكن علي والطاوس امبارك وكلهم اساتذة في التعليم الثانوي وقدموا للنيابة العامة يوم 5 ماي نفس السنة صحبة اربعة اخرين ثلاثة منهم لم يحضروا يوم المسيرة وهم : كيكيش احمد ,اشنى علي , جعفر سعيد ثم الزميل عمر الدرويش وقد اصدرت المحكمة حكمها يوم 27 ماي 94 بادانة علي ايكن والطاوس امبارك واحرش الراس علي من اجل التحريض والقيام باعمال يقصد منها بلبلة الامن العام والطمأنينة وترديد شعارات من شأنها المس بمبادئ الدستور واحداث البلبلة والتحريض على اعمال تمس بالسلامة الداخلية للدولة وتحكم على الاول والثاني بسنتين حبسا نافذة مع غرامة نافذة قدرها عشرة الف درهم لكل واحد منهما, وتحكم على الثالث بنسبة واحدة حبسا نافذا مع غرامة نافذة قدرها عشرة الف درهم وتحميلهم جميع الصائر والاجبار في الاذى. وقد استأنف الحكم وتلت صدوره حملة تضامنية وطنية ودولية , شاركت فيها مجموع الجمعيات الحقوقية ثم الهيئات السياسية الديمقراطية الوطنية بجانب الجمعيات الثقافية الامازيغية, كما شاركت عدة هيئات دولية مثل منظمة العفو الدولية .وكانت لائحة الدفاع قد وصلت الى 330 محاميا من جميع انحاء المغرب وبعد ذلك صرحت المحكمة ببراءتهم من جميع التهم تم ادانتهم فقط بترديد شعارات بدون رخصة والحكم على كل واحد منهم بالحبس لمدة ثلاثة اشهر نافذة في حدود شهرين اثنين وغرامة نافذة قدرها 500درهم .
- 20غشت 1994م : الخطاب التاريخي لجلالة الملك المغفور له الحسن الثاني الذي دعا من خلاله الى تدريس الامازيغية في المدرسة , ويعتبر هذا الخطاب كاعلان للموقف الرسمي للدولة لانه وضع القضية الامازيغية امام الشعب بكل مكوناته ومؤسساته , لكن هذا الخطاب اصبح من الصعب تطبيق مضامينه على المستوى العملي لانه من المسؤوليات الصعبة جدا التي تحملتها المؤسسة الملكية وحدها هذا في الوقت الذي نجد فيها ان الهيئات السياسية من احزاب ونقابات لم يكن لديها الوعي الكافي ولا القدرة السياسية الكبرى على التكيف معها .و يوم 24 غشت من نفس السنة بدأت القناة الاولى من بث نشرة اخبارية اطلقت عليها اسم "نشرة اللهجات" وهي اساسا جاءت لتسيئ الى الامازيغية وليس للرفع من مستواها لنها كادت ان تخلق تمزقا وصراعا بين الامازيغ انفسهم لولا وعي الجمعيات وكذلك المناضلين الامازيغيين الذين تداركوا الموقف.
- ما بين سنة 1995 و 1997 : المؤتمر العالمي الامازيغي من الفكرة الى التأسبس: يوم 28 ماي 1993 وجهت مجموعة من الجمعيات الامازيغية مذكرة حول الحقوق اللغوية الثقافية الامازيغية الى كافة المشاركين في المؤتمر العالمي لقوق الانسان الذي انعقد بفيينا ما بين 14 و24 يونيو 1993 وعلى هامش الدورة 12 لمجموعة عمل الامم المتحدة حول الشعوب الاصليو المنعقد بجنيف في يوليوز 94 كون المشاركون الامازيغيون فيها لجنة اتصال لمتابعة فكرة انشاء مؤتمر امازيغي دولي ثم اصدار تصريح سمي بتصريح جنيف وقد كانت الدورة 17 لمهرجان سينيما الشعوب ب "دوار نوني" بفرنسا غشت 94 والخاصة بالشعوب الامازيغية فرصة سنحت للمناضلين الامازيغيين والجمعيات الحاضرة بمناقشة فكرة الكونغرس وتبنيها وضمتها في الاعلان التاريخي ليوم 26 غشت 1994 . وفي 29 اكتوبر 1995 تأسست اللجنة التحضيرية للمؤتمر العالمي الامازيغي بفرنسا تنفيذا لتوصيات دوارنوني القاضية بتأسيس مؤتمر تمهيدي باروبا صيف 95 وحضره خلاله حوالي 100 مناضل امازيغي بجانب الفعاليات الاخرى وتم اقتراح تحويله الى مؤتمر تأسيسي وذلك لاستغلال الفرصة التي لمت عدد كبير من الامازيغ عبر العالم ولاول مرة , وبعد المناقشة صادق المؤتمر على القانون الاساسي لاول هيئة ومنظمة دولية للامازيغ وهي المؤتمر العالمي الامازيغي .وقد انتخب مكتبا دوليا فيدراليا برئاسة مبروك فركال ويتكون من 32 مندوبا من بينهم 10 مغاربة و7 جزائريين و2 من ليبيا و7 من المهجر و2 من جزر كناري و2 من الطوارق .كما انتخب المرشحون كذلك مكتب دولي يتكون من 11 شخص . وما بين 27 و31 غشت 1997 عقد في "لاس بالماس "بجزر كناريا اول مؤتمر عالمي امازيغي حضره اكثر من 350مشارك يمثلون حوالي 63 جمعية امازيغية بالاضافة الى عدد مهم من الاساتذة الجامعيين والفنانين والصحفيين وقد شاركت الحركة الثقافية الامازيغية المغربية ب 19 جمعية .(التفاصيل : مقالي بجريد اكراو امازيغ العدد 72 /16مارس2001)
- 22 يونيو 1996 : عقدت ندوة صحفية بفندق حسان الرباط بئاسة الاساتذة :حسن ادبلقاسم واحمد الدعرني ,الدكتور اسادن ثم محمد الشامي .حيث حضر عدد كبير من الاعلاميين الوطنيين والوليين بجانب الفعاليات الامازيغية وتم خلال الندوة التعريف بمطالب الحركة الثقافية الامازيغية والاجابة على اسئلة الصحفيين , وبعد الندوة مباشرة اجتمعت الجمعيات الامازيغية الحاضرة في الندوة في مقر جمعية تماينوت وقاموا بتحرير رسالة مفتوحة موجهة الى جلالة الملك الحسن التاني تطلب خلالها دسترة الامازيغية وادراجها كلغة رسمية ووطنية في التعديل الدستوري المرتقب ليوم 13 شتنبر 1996 .
- 1997/1998: عرفت الحركة خلال السنتين احداث منع الاسماء الامازيغية من لدن السلطات المحلية في مجموعة من المدن , فقد حرم الاباء من تسمية ابناءهم اسماء امازيغية اصيلة وبالتالي ممارسة هوياتهم الحقيقية , فقد طال المنع كل من : "اماسين طاطا" " اماسين بتكزيرت " "يوساد بقلعة مكونة " ثم "دهية كلميمة" و "نوميديا الحسيمة"....كما عرفت السنتين كذلك انفتاح الامازيغية على الاعلام الدولي وخاصة في برنامج الاتجاه المعاكس الذي تبته قناة الجزيرة من قطر وخصوصا عندما استضافت الاستاذ حسن اد بلقاسم رئيس جمعية تماينوت مع الدكتور علي فهمي خشيم من ليبيا.
- ابريل 1998 :التصريح الحكومي الذي تقدم به السيد عبد الرحمن اليوسفي كوزير اول لحكومة التناوب أمام مجلس النواب يوم 10ابريل وأمام مجلس المستشارين يوم 13 من نفس الشهر حيث تم فيه اعادة تجديد مفاهيم الهوية الوطنية حيث اشار التصريح الى تنوع مشارب الهوية المغربية وكذلك التعدد الثقافي وهذا ناتج عن التراكمات السابقة ساهمت فيها الحضارات الامازيغية والعربية والافريقية , كما اشارالتصريح الى انعاش الامازيغية , لكن الامر الواقع لم نرى ما يجسد ما جاء به النصريح بشكل حقيقي ,فقد اصبح الانعاش نعشا للامازيغية من اجل اقبارها .فبعد التصريح جاء ميثاق التربية والتكوين الذي لم يحترم الامازيغية لغة وثقافة حيث اكتفى فقط بجعلها خادمة للغة العربية حيث اشار الى انه يمكن للمدرس الاستئناس بها في حالة تعذر الشرح باللغة العربية .
- 25 يونيو 1998: اغتيال المناضل الامازيغي معتوب لوناس بالجزائر من طرف أيادي لا تريد لصوت الامازيغية ان يسمع ولم يكن هذا اليوم اول مرة وصلت فيه الأيادي الوسخة إلى جسد الشاعروالمناضل الامازيغي معتوب بل تعرض لمسلسل من المضايقات ابتدأ بشكل خاص بعد انتفاضة 1988 حيث اعتقل وعذب والق عليه النار , ورغم كل ذلك لم يتراجع لوناس عن نضاله من اجل الحرية والامازيغية اللتان يعتبرهما معتوب متلازمتان فلا مجال للتراجع عن قناعاته ما دام يعتبر نفسه سجينا منجولا ولن يرتاح الا اذا عاشت الجزائر في ظل هويتها الحقيقية. ورغم ان معتوب قد رحل فقد ترك ورائه اختا مناضلة وأما كذلك امازيغية حتى النغاع .
- سنة 1999م : عرفت هذه السنة ميلاد اول قناة تلفزية امازيغية تبث برامجها رقميا من باريس حيث بدأ اصحاب هذه الفكرة بافتتاح ارسال للبرامج الاداعية في منتصف شهر نونبر ,وهو يعتبر هذا الإنجاز الإعلامي الهام اكبر دليل على حيوية وغنى الحضارة الامازيغية ...
وتجدر الاشارة إلى ان هذه السنة عرفت كذلك مشاركة ثلاث مسرحيات امازيغية في الدورة السادسة لمهرجان الرباط الذي انعقد في شهر يونيو من نفس السنة ، كما عرفت السنة ايضا التفاتة ملكية سامية حيث نقل المناضل و الاستاذ علي صدقي ازيكو الى فرنسا من أجل الاستشفاء على نفقته و على الحساب الخاص لجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده، هذه الالتفاتة السامية التي جاءت لتضع حدا لمعانات المناضل ازيكو الذي قدم للامازيغية الكثير و لعل الاعتقال التعسفي الذي تعرض له سنة 1980 لدليل على ذلك . كما عرفت السنة أيضا أيام 13/14/ 15/غشت إجتماع ليون بفرنسا حول المؤتمر العالمي الامازيغي و خلاله تم انتخاب السيد رشيد راحا رئيسا له .
- فاتح مارس 2000 م : صدر للأستاذ محمد شفيق بيان الاعتراف بأمازيغية المغرب ، و لقد كان لهذا البيان دور كبير في الدفع بفكرة الحزب السياسي بعض الخطوات الى الأمام حيث وجد فيه أنصار المشروع السياسي فرصة سانحة لاستقطاب الأطر الأمازيغية اللازمة لتشكيل النواة الصلبة للحزب. فتشكلت لجنة تتكون من 15 عضوا و ذلك لجمع التوقيعات حول البيان، و كان لقاء بوزنيقة أيام 13/14/ ماي نفس السنة فرصة لتدارس هذا البيان و كذلك وضع استراتيجية للعمل، فتلت بعد ذلك ندوات صحفية لكل من الرباط و مكناس و مراكش ...
و عرفت السنة كذلك صدور عدد من الكتب الأمازيغية بفضل مؤسسة طارق بن زياد للأبحاث والدراسات ....
- 30 يوليوز 2001 : إعلان جلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش عن تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية .وبالتالي فالمؤسسة الملكية تؤكد من جديد على ضرورة الاستجابة للمطالب الأمازيغية لغة وثقافة ,فكان هذا الخطاب فرصة اخرى للحركة الثقافية الأمازيغية بالمغرب للسير قدما نحو الأمام ...
-17 اكتوبر 2001 : الخطاب التاريخي لأجدير والذي أعلن فيه ملك البلاد عن الظهير الشريف الذي يؤسس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية والمنظم له .وخلال هذا الخطاب الذي ألقاه الملك محمد السادس نصره الله اكد على ان الأمازيغية قضية وطنية وهي ملك لجميع المغاربة شمالا وجنوبا ,شرقا وغربا .فعلى الجميع ان يتعبأ لرد الاعتبار لهذا المكون الأساسي للهوية المغربية . ومن خلال ما جاء في هذا الخطاب الذي يعد اول خطاب ملكي يخصص للامازيغية ,والذي حاول ان يشمل الامازيغية في جميع جوانبها ثقافة ولغة وتراثا حين اكد الظهير على ضرورة المحافظة على الثقافة الامازيغية كثروة وطنية .كما ان هذه المؤسسة تسعى الى تحقيق اهداف ابرزها : - المحافظة على الثقافة الامازيغية – تجميع وتدوين جميع التعابير الامازيغية – القيام ببحوث ودراسات حول الثقافة الامازيغية وتشجيع الباحثين في هذا المجال –النهوض بالفن الامازيغي –اعداد معاجم وقوا مس خاصة بالامازيغية ...

- يوليوز 2003 : نظمت وزارة التربية الوطنية والشباب بعدما ان قررت تدريس الامازيغية بكل فروعها الثلاث بالمدرسة المغربية بشكل تدريجي , اياما تكوينية لفائدة اساتذة التعليم الابتدائي (1090 أستاذا) بتسعة مراكز بمختلف المدن المغربية وذلك من يوم 07 يوليوز الى 18 منه 2003 . وفي بداية الموسم الدراسي 2003/2004 بدأت الامازيغية تدرس بمجموعة من المدارس المغربية في السنة الاولى ابتدائي . وقد استفادت 317 مؤسسة من هذه العملية كما ان المعهد الملكي قد ساهم في هذه الايام وكذلك باصدار كتاب اولي يحتوي على مقترح حدادات للتدريس حسب الفروع الثلاث للامازيغية في بداية شهر شتنبر ,بعنوان " اوال اينو ". لكن ما يمكن ملاحظته خلال هذه الايام التكوينية انها غير كافية وانها كانت بشكل ارتجالي وعشوائي .

4) مكونات الحقل الجمعوي الأمازيغي :

إن كل من يعمل في حقل تنمية اللغة والثقافة الامازيغيتين وكل من يجعل الهوية المغربية موضوعا في حد ذاته لها , بطريقة مباشرة او غير مباشرة يمكن اعتباره مكون من مكونات الحقل الجمعوي الأمازيغي . الا ان هناك اختلاف في هذا الباب يتجلى اساسا في نوعية العمل ,هل يحمل فعلا شعار النضال الأمازيغي بشكل علني ام ان العمل الجمعوي موجه فقط الى السكان الامازيغ ؟
فإذا أخذنا بعين الاعتبار العمل الموجه إلى الإنسان, فهناك جمعيات محلية ومنظمات دولية تعمل في العالم القروي سعيا لتنمية القرى والمد اشر الأمازيغية وإقامة المنشآت الاجتماعية والتجهيزات التحتية من طرق وماء وكهرباء ومدارس...إلا أنها تختلف من حيث علاقاتها مع السلطة وفي اديولوجياتها..., وهناك أيضا في هذا المجال جمعيات دينية تعمل على تحفيظ القرآن الكريم وتدريس العلوم الدينية بالأمازيغية (حوالي 400 جمعية ومدرسة) بلأضافة إلى الزوايا.
أما إذا ركزنا على العمل النضالي بشكل منظم وبشكل مقصود وواع فيمكن الإشارة إلى ست مكونات أساسية ساهمت إلى حد الآن في النهوض بالحقل الجمعوي الأمازيغي :
1) الجمعيات الثقافية الأمازيغية 2) الحركة الطلابية 3) المبادرات الفردية 4) الفرق الفنية والاعلامية 5) المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية .6) المؤتمر العالمي ألأمازيغي .
** الجمعيات الثقافية الامازيغية : لقدعرف المغرب منذ 1967م ظهور جمعيات ثقافية تهدف الى خدمة اللغة والثقافة الأمازيغيتين ومع مرور السنوات أصبح عددها يتزايد بوثيرة كبيرة جدا وتمكنت بعضها من خلق مجلس وطني للتنسيق سنة 94 (27 جمعية ) , لتظهر بعد ذلك تنسيقات جهوية : كونفيدرالية "تاضا" – كونفيدرالية الجمعيات الامازيغية بالشمال ثم بالجنوب وبالجنوب الشرقي ... ويرجع الفضل الكبير الى الجمعيات للدفع بالحركة الثقافية الأمازيغية الى الأمام , حيث لعبت دورا مهما في نشر الوعي بالذات الامازيغية ورد الاعتبار للثقافة واللغة الامازيغيتين . ورغم كل المضايقات التي عانت منها الجمعيات في جميع انحاء المغرب وكذلك في جل الدول التي عرفت ميلادها باستثناء الدول الاوربية مثل فرنسا وبلجيكا وهولندا ...حاولت بكل عزم من فرض خطابها وذلك بفضل تركيز هذه الجمعيات على تكوين مناضلين بشكل صحيح حيث اينما حل وارتحل المناضل الامازيغي المتشبع بالعمل الجمعوي الأمازيغي الا وساهم في انتعاش قضيته لأنها قضية وطنية وقضية تتعلق بهويته وبذاته قبل كل شيئ.
** الحركة الطلابية : اذا ما حاولنا التحقق والتمعن بشكل ادق فاننا سنجد ان الحركة الطلابية لها دور فعال وان لم اقل المباشر في بروز القضية الامازيغية حيث ان الانسان الامازيغي بصفة عامة في المغرب او في بلدان تمازغا بشكل عام لم يحس بقضيته الا بعد ان وصل بعض الطلبة الى الجامعة وبالتالي ادركوا ان الجميع يدافع عن هويته وثقافته وبالتالي حضارته . فتساءل الطالب الامازيغي الذي انحدر من العالم القروي والتحق بالجامعة في المدينة سواء في مكناس او اكادير او مراكش او حتى الرباط او وجدة ... ماذا عن ثقافتي ولغتي ؟ و عن هويتي ؟ وهذا كله أمام سياسة التعريب التي نهجتها الدولة بعد الاستقلال , فتكون وعي لدى هذه الفئة من الطلبة بضرورة رد الاعتبار للأمازيغية وهذا ما أدى بالبعض منهم بعد مغادرة الجامعة من تأسيس الجمعيات و الانخراط في العمل النضالي .
وتجدر الاشارة كذلك الى ان الحركة الطلابية اصبحث اليوم في تزايد مستمر في المواقع الجامعية واصبحت الأمازيغية من بين التيارات الأكثر نشاطا في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب , حيث نجد سيطرتها الكبيرة في بعض الجامعات المغربية رغم كل المضايقات وكل الصراعات التي يواجهها الطلبة الامازيغ ولعل ما وقع في جامعة مولود معمري با متغرن (الراشدية) من عنف على الطلبة الامازيغيين لدليل على ما يعانيه الإنسان الامازيغي من تهميش وعنف كلما حاول التعبير عن حقه . ونسجل هنا بالتالي ان الحركة الطلابية لها دور كبير في العمل الجمعوي الأمازيغي بشكل كبير حيث تعتبر الجامعة المكان الذي يتلقى فيه المناضل أهم وابرز قواعد النضال ليستمر في المطالبة بحقوقه سواء اللغوية او الثقافية او الاجتماعية او حتى السياسية .
** المبادرات الفردية : هناك فعلا فئة من المناضلين يعملون في صمت ويحملون هموم اللغة والثقافة الأمازيغيتين , قد يتعاطفون مع جمعيات او مع تيارات لكنهم يحبون ويفضلون الحياد والعمل الفردي , ويتجلى عملهم غالبا في كتابات في الجرائد او إصدار كتب او المشاركة في ندوات ولقاءات عامة .كما ان هذه الفئة تلعب دورا في التحسيس بالقضية الأمازيغية في كل الأماكن التي يحلون بها .كما انهم يساهمون في اقتناء كل ما هو جديد في الامازيغية من جرائد ومجلات , وكتب وافلام واشرطة وهذا بالفعل كذلك نوع من الدعم والنضال للامازيغية .كما نجد بعضهم قد يقدمون مساعدات مالية او معنوية لجمعيات ثقافية امازيغية تشجيعا لعملها . وفعلا الحركة الثقافية الامازيغية بأمس الحاجة الى مثل هذه المبادرات والى هؤلاء الذين يعملون في الخفاء لأن دورهم مهم جدا ...
** الفرق الفنية والاعلامية : لقد كان لجميع الفرق الموسيقية والمسرحية وكذلك لجميع الجرائد الأمازيغية دور كبير جدا في العمل الجمعوي سواء بشكل مباشر او غير مباشر , فالبنسبة للفرق الموسيقية و الغنائية فقد عرفت الساحة صدور عدد كبير من الاشرطة منذ زمن بعيد ومن منا لا يتذكر : الرايس بلعيذ ,عشا تغزافت , محمد رويشة , الوليد ميمون , الفنان يدير ...
فقد تمكنت فعلا هذه الفرق من الحفاظ على موروث ثقافي مهم جدا فلولها لما تعرض للنسيان والإهمال وبالتالي الاندثار . اما الفرق المسرحية الامازيغية فقذ ساهمت من موقعها في خدمة اللغة والثقافة الامازيغيتين , ويعود الفضل في تاسيس بعضها الى الجمعيات الامازيغية ونذكر على سبيل المثال : فرقة اوسان ((AMRIC , فرقة اعشاقن , فرقة ئزماز ,امانارن ... اما المؤسسات الاعلامية التي ساهمت بشكل كبير في ترويج خطاب الحركة الثقافية الامازيغية , فقد صمدت رغم المشاكل المادية التي تعاني منها وكذلك المنافسة الشادة من لدن المنابر المحترفة والتي كان لها وزن ثقيل على الساحة الوطنية والدولية كالجرائد الحزبية ... ونذكر هنا بعض الجرائد الامازيغية الوطنية : جريدة اكراو امازيغ , تاويزا, تمازيغت , امزداي , تاسافوت , تامونت , العالو الامازيغي , تيليلي , تماكيت , تيدمي , ....

** المؤتمر العالمي الامازيغي : كما اشرت سابقا فالمؤتمر العالمي الامازيغي كمنظمة دولية تسعى الى التعريف باللغة والثقافة الامازيغيتين والسعي وراء الحفاظ عليهما فانها لعبت دورا فعالا في الحقل الجمعوي الامازيغي حيث تمكنت هذه المؤسسة الغير الحكومية من لم شمل الامازيغ في العالم اجمع وبالتالي تحسيس الرأي العالمي بان هناك انسان امازيغي يجب الاصغاء الى همومه وبالتالي رد الاعتبار لذاته ولهويته . الا ان قلة الامكانيات والعراقيل والضغوطات التي تخلقها حكومات دول شمال افريقيا وكذلك الطابع النخبوي الذي غلب على هذه المنظمة جعلها لم ترقى الى المستوى المطلوب , وازالت لم تقفعلى رجليها بشكل صحيح ( مزيد من التفاصيل انظر كتاب لأحمد الدغرني : المؤتمر العالمي الامازيغي : آراء ووثائق ) .

** المعهد الملكي للثقافة الامازيغية : اننا نعلم جميعا بان المعهد الملكي للثقافة الامازيغية حديث العهد ولهذا فدوره مازال لم يظهر بشكل جيد . ولا يمكن لنا الحكم عليه , الا ان ما يجب الاشارة اليه انه كان سندا قانونيا لجميع المناضلين الامازيغ حيث ان احداثه كسر شوكة اعداء الامازيغية حيث لم نعد نقرأ ولا نسمع تلك العبارات التي تدين الامازيغية بل العكس اصبح اعداء الامازيغية بالامس اصدقاء لها ...اما ما انجزه المعهد فقد اخمد نار المعركة التي كانت حول الحرف الذي ستكتب به الامازيغية بتبنيه حروف تيفناغ "ايركام" ولكن هل فعلا كان المعهد صائبا في اختياره ؟ كما نضم ندوات عديدة . وهو منكب الان في اعداد برنامج تدريس الامازيغية التي شرع في تدريسها في بداية الموسم الدراسي 2003/ 2004 .

5) ابعاد الحركة الامازيغية :

من حق كل من يسمع بالحركة الامازيغية او بالخطاب الامازيغي ان يسأل سؤالا جوهريا وهو : لماذا الامازيغية ؟ وهذا السؤال الاساسي قد طرحه الامازيغ انفسهم حينما حاولوا التأسيس الفعلي اخطابهم , وهو فعلا سؤال يلخص ابعاد الامازيغية وبالتالي بواعث الحركة الثقافية الامازيغية والتي دعت الى ظهورها وهنا اشير الى كتاب صغير الحجم اصدرته الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي في اسم رئيسها ابراهيم اخياط تحت عنوان " لماذا الامازيغية ؟ " ولتفادي بعض المخاوف التي يثيرها بعض الاشخاص وكذلك بعض التيارات التي ترى من الامازيغية بانها نزعة عرقية عنصرية تسعى الى تحقيق قومية امازيغية , وكذلك هناك من يرى بان الاستعمار قد خرج من الباب ليعود من النافذة والامازيغية هي نافذته سعيا لاضعاف اللغة العربية ومزيد من الفرنكفونية وبالتالي التخوف من ان تكون الحركة الامازيغية مدخل لانتاج مشروع علماني ضد الاسلام ...ولهذا اكتسى الحديث عن الحركة الامازيغية اهمية قصوى نظرا للجدل القائم حول مطالبها وابعادها وحقيقتها , فما هي اذن ابعاد الحركة الثقافية الامازيغية ؟ ولمذا الامازيغية اذن؟
قبل التطرق الى أهم ابعاد الحركة الثقافية الامازيغية اود ان اشير الى نداء لجميع فعاليات الحركة الثقافية الامازيغية وذلك لمحاولة الاجابة من جديد على هذا السؤال الجوهري وذلك لتوضيح الرؤيا وبالتالي ربما القيام بنقذ ذاتي لجميع الخطوات التي قطعتها الحركة منذ تأسيسها الى يومنا هذا . وذلك لتوحيد القراءة وبلورة تصور متكامل للقضية الامازيغية , لأنه يصعب فعلا الان استيعاب مختلف تنظيرات التيارات المتنوعة داخل الحركة الامازيغية , ولعل السكوت المفاجئ الذي اصاب الحركة بعد تأسيس المعهد الملكي للثقافة الامازيغية وابتلاع ابرز الفعاليات التي كانت بالامس تقود مشعل الحركة لدليل على ان عمل الحركة الامازيغية مازال نخبويا بشكل كبير جدا ...
اما ابعاد الحركة الامازيغية والتي اراها كامازيغي فهي ابعاد انسانية تهدف الى صون كرامة الانسان الامازيغي الذي يعتز بقولة ماسينيسا التاريخية :" افريقيا للأفارقة "والذي مازال متشبت بارضه شمال افريقيا , وبلغته وحضارته العريقة وهويته وبتقافته المتجسدة في ذاته وفي عمرانه وفي ارضه , فهو صامد منذ الزمن الطويل ويواجه كل التيارات التي حاولت طمسه وتغييره , لكن بدون جدوى . واذا ما حاولنا تجسيد حياة الانسان الامازيغي فوق ارضه فان ابعاده تبقى ابعادا متعددة نجد اهمها :
أ‌) البعد اللغوي والثقافي : فاللغة الامازيغية كلغة وطنية للمغاربة ولعدد كبير من سكان دول شمال افريقيا , من سيوا بمصر الى جزر كناري غربا ومن البحر المتوسط الى بوركينافاصو جنوبا . ولكونها مندمجة بجانب اللغة العربية في الشخصية الثقافية لكل فرد في شمال افريقيا فلابد ان تكون لهذه اللغة نفس المكانة بجانب اختها العربية ولأن تهميشها يعني تهميش مكون من مكونات شخصية الانسان المغاربي , فكيف مثلا لمغربي ان يعتز بوطنيته وبمغربيته وهو يجهل احدى اللغتين الامازيغية او العربية ؟
ب‌) البعد الحضاري والجغرافي : وهنا ضرورة النظر الى القضية الامازيغية بعين متكاملة لأنها ترتبط بمجال جغرافي محدود ومعروف تاريخيا وهي ارض شمال افريقيا , ولهذا لابد من التفكير في هذا البعد مع ضرورة احياء واعادة كتابة تاريخ شمال افريقيا بشكل يمنح للأمازيغية المكانة الحقيقية التي كانت تستحقها انطلاقا من تاريخ ابطال هذه الارض الغنية عن كل تعريف وبالتالي تفادي كل الاديولوجيات السياسية التي تريد تشويه حقائق الامور من تسميات لاصحة لها مثل "المغرب العربي" وكذلك التحريف الذي طال ومازال يستهدف اسماء الاماكن واسماء المدن وكذلك المآثر التاريخية من جراء سياسة التعريب التي جعلت كل شيئ غريب (التعريب=التغريب).
ت‌) البعد التنموي : ان الحركة الامازيغية تسعى من خلال عملها المستمر تحقيق بعد تنموي لجميع المناطق الامازيغية بما فيها التنمية الثقافية التي تقوم على الثقافة الاصلية للشعوب لكونها اليوم المحرك الرئيسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية . وهذا يعني ان نأخذ بعين الاعتبار المكونات الاساسية لشخصية الانسان الامازيغي وغير الامازيغي . ولأن ان جميع الانشطة التنموية الموجهة الى المناطق القروية تحتاج الى لغة التواصل سعيا لضمان المقاربة التشاركية مع الفئة المستهذفة وكمثال على ذلك محاربة الامية لدى فئة النساء والرجال فلماذا لا توظف لغتهم الام والتي هي الامازيغية ؟ كما لا ننسى الجانب التربوي و الادارة ...فلا تنمية بدون الامازيغية .
ث‌) البعد الديني : فالامازيغ كما يعلم الجميع رفضوا عبر التاريخ كا الافكار والحضارات التي جاءت اليهم الا الاسلام فقد احتضنوه بكل فرح وعزم ليس لذكاء الذين جاءوابه او لقوتهم وجبروتهم , بل فقط لطبيعة هذا الدين ولمرونته وخصوصيته الكونية اولا والاحترام الذي يدعو اليه لجميع اللغات والحضارات فقد قال تعالى في الاية 22 من سورة الروم : " ومن اياته خلق السماوات والأرض و اختلاف السنتكم و الوانكم " فهذا كله ما جعل الامازيغ يساهمون بشكل كبير في نشر هذا الدين والسعي وراءه من اجل الحفاظ عليه والرقي به الى يومنا هذا ( الا نتذكر الامازيغي طارق بن زياد الذي فتح الاندلس سنة 92ه).
ج‌) البعد الوحدوي : ان مستقبل دول تمازغا (شمال افريقيا) بما فيهم المغرب رهين بقاعدة اساسية تعتمد عليها الحركة الامازيغية وهي الوحدة من خلال التعدد والتنوع .لأن الامازيغية في حد ذاتها عنصر توحيدي يتغلغل في الكيان الثقافي الذي يشترك فيه جميع المغاربة وتتشكل منه هويتهم وخصوصيتهم , ولعل التاريخ المشترك والرقعة الجغرافية المشتركة لجميع بلدان المغاربة (المغرب الكبير) والمطبوع اصلا بالهوية الامازيغية لحافز اكبر ومنفذ لتحقيق مشروع الاتحاد المغاربي الذي مازال لم يتحقق على ارض الواقع مع احترام الحدود الجيوسياسية طبعا.
ح‌) البعد السياسي : لتحقيق جميع الابعاد السابقة و لضمان فعالية اللغة و الثقافة الامازيغيتين في المغرب او حتى في جميع بلدان تمازغا لابد من تفعيل البعد السياسي و دلك لتحقيق المطالب السياسية التي تناضل من اجلها الحركة الامازيغية ,و دلك بادراجها اولا وفبل كل شيء في جميع دساتير دول شمال افريقيا كلغة رسمية و وطنية لجانب اللغة العربية , انصافا لها كمكون اساسي لهوية هذه الشعوب ...وكذلك ضرورة تبني الاحزاب السياسية لمطالب الحركة الامازيغية.
6 ) خــــــــــــــاتمــــــــــــــــــــة :
ان الحركة الثقافية الامازيغية التي تبنت منذ نشاتها الطابع الثقافي و بفضل هذا النهج حققت قفزة نوعية مكنتها من رد الاعتبار للغة و الثقافة الامازيغيتين اللتان عانتا من تهميش منذ قرون عديدة رغم ان الحضارة الامازيغية كان لها اثر كبير في الحضارة الانسانية بشكل كبير جدا وقد حان الوقت الان للحركة الامازيغية ان تقوم اولا بقراءة نقذية لجميع المراحل التي قطعتها و ذلك من اجل تحديد استراتيجية محكمة و موحدة على المدى القريب و المتوسط و البعيد و لهدا ندعو كافة فعاليات الحقل الامازيغي لعقد ندوة وطنية اولا ثم دولية يشارك فيها جميع المهتمين و الجمعيات الامازيغية و كدا الفنانين و الصحافيين و كل من له وزن على الساحة الثقافية الامازيغية لتدارس الخطوات السابقة ( ميتاق اغادير –بيان محمد شفيق ...)ثم تحديد المراحل النضالية الضرورية للدفع بالقضية الامازيغية الى الامام .وعلينا ان نسثغل الالتفاتة المولوية و التعاطف الذي توليه المؤسسة الماكية في شخص جلالة الملك محمد السادس ايده الله و نصره.


امــــــحمد عليلــــــــــوش
النقـــــــــــوب في 25 مارس 2004
اسن 12 كرايــــــور 2954 أ


[1] نشر هذا المقال في جريدة الصحيفة العدد 164 / 26 ماي / 01 يونيو 2004 .

Aucun commentaire: